في قديم الزمان، عندما كان بنو إسرائيل يسيرون في البرية بعد خروجهم من أرض مصر، أوصاهم الرب بإخلاص العبادة له وحده، وحذرهم من الانحراف وراء آلهة أخرى. وكانت هذه الوصية جزءًا من الشريعة التي أعطاها الله لموسى على جبل سيناء. وفي سفر التثنية، الإصحاح الثالث عشر، نجد تحذيرًا شديدًا من الأنبياء الكذبة والأحلام المضللة التي قد تأتي لتبعد الشعب عن عبادة الرب الحقيقي.
في أحد الأيام، بينما كان الشعب يعسكر عند سفح جبل، ظهر رجل يدعي أنه نبي. كان يرتدي ثيابًا بيضاء ناصعة، ويحمل عصا في يده، ووجهه يشع ببراءة مزيفة. بدأ يتحدث إلى الناس بصوت هادئ وجذاب، قائلًا: “أيها الشعب، لقد أرسلني الرب إليكم لأخبركم بأنه قد حان الوقت لتعبيدوا آلهة أخرى، آلهة هذه الأرض التي ستدخلونها. إنها آلهة قوية ستجلب لكم الخير والبركة.”
استمع بعض الناس إلى كلامه بانبهار، خاصة أولئك الذين كانوا يشعرون بالتعب من رحلة البرية الطويلة. لكن البعض الآخر تذكر وصية الرب التي قالها لموسى: “لا تتبعوا آلهة أخرى، ولا تعبدوها، لأن الرب إلهكم هو الإله الحقيقي.”
وبينما كان النبي الكذاب يستمر في حديثه، ظهر رجل آخر من بين الجمهور، اسمه أليعازر. كان رجلًا تقيًا ومطيعًا للرب. صرخ أليعازر بصوت عالٍ: “أيها الشعب، انتبهوا! هذا الرجل كذاب، وهو يحاول أن يضلكم عن طريق الرب. تذكروا ما أوصانا به الرب: ‘إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلما وأعطاك آية أو أعجوبة، ولو تحققت تلك الآية أو الأعجوبة، لكنه قال لك: نذهب وراء آلهة أخرى لا تعرفها ونعبدها، فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم.'”
استمر أليعازر في تحذير الشعب، لكن النبي الكذاب حاول أن يقنعهم بأنه مرسل من الرب. بل إنه أجرى معجزة أمام أعينهم، حيث ألقى عصاه على الأرض فتحولت إلى ثعبان. صرخ بعض الناس: “انظروا! إنه نبي حقيقي!” لكن أليعازر تذكر ما علمه الرب، فصلى في قلبه طالبًا الحكمة.
ثم تقدم أليعازر وقال: “أيها الشعب، الرب يحذرنا من مثل هذه الأمور. حتى لو تحققت الآية أو الأعجوبة، فإن كان النبي يدعونا إلى عبادة آلهة أخرى، فهو كذاب ويجب ألا نطيعه.” ثم التفت إلى النبي الكذاب وقال: “أنت لست مرسلًا من الرب، بل أنت شيطان يريد أن يضلنا.”
عندها، اجتمع الشعب حول أليعازر، واستمعوا إلى كلامه. تذكروا وصية الرب التي تقول: “بل ذلك النبي أو الحالم ذلك يقتل، لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر وفداكم من بيت العبودية، لكي يطوح بكم عن الطريق التي أمركم الرب إلهكم أن تسلكوا فيها.فنزعوا الشر من بينكم.”
فقرر الشعب أن ينفذوا وصية الرب. فأمسكوا بالنبي الكذاب وأخرجوه خارج المحلة، ورجموه بالحجارة حتى مات. وهكذا نزعوا الشر من وسطهم، وأظهروا إخلاصهم للرب.
بعد ذلك، اجتمع الشعب مع موسى وهارون، وشكروا الرب على حفظه لهم من الضلال. وذكّرهم موسى مرة أخرى بقول الرب: “اسمعوا يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك.”
ومن ذلك اليوم، تعلم بنو إسرائيل أن يكونوا حذرين من كل من يحاول أن يضلهم عن طريق الرب، وأن يثبتوا في إيمانهم وإخلاصهم لله الواحد الحقيقي. وهكذا ساروا في طريق البرية، وهم يحملون في قلوبهم وصية الرب، ويذكرون دائمًا أن الإخلاص له هو الطريق إلى الحياة والبركة.