في يوم من الأيام، بعد أن تجادل بنو إسرائيل حول من له الحق في الكهنوت والاقتراب من الله، أمر الرب موسى أن يجري اختبارًا ليُظهر من اختاره هو لخدمته. كان هذا الاختبار بمثابة علامة واضحة من السماء لإنهاء النزاع وإظهار إرادة الله.
فقال الرب لموسى: “كلم بني إسرائيل وخذ منهم عصًا، عصًا لكل سبط من أسباطهم الاثني عشر، واكتب اسم كل سبط على عصاه. واكتب اسم هارون على عصا سبط لاوي، لأنه يكون عصا واحدة لكل رئيس سبط. وضعها في خيمة الاجتماع أمام الشهادة، حيث أتراءى لكم هناك. والعصا التي يختارها سوف تزهر، وهكذا أُسكت تذمر بني إسرائيل الذي يتذمرونه عليكم.”
ففعل موسى كما أمره الرب. جمع رؤساء الأسباط الاثني عشر وأخذ من كل واحد منهم عصا، وكتب اسم كل سبط على عصاه. ثم أخذ عصا هارون وكتب عليها اسمه، ووضع جميع العصي في خيمة الاجتماع أمام تابوت العهد، حيث كان الرب يتراءى لموسى.
وفي اليوم التالي، دخل موسى خيمة الاجتماع، وإذا بالعصا التي كتب عليها اسم هارون قد أزهرت وأخرجت براعم، وطلع زهر، وأنضج لوزًا. فدهش موسى وهرع ليُخرج العصا من الخيمة ويُريها لجميع بني إسرائيل. فاجتمع الشعب ورأوا المعجزة بأعينهم: عصا هارون، التي كانت مجرد خشبة ميتة، قد تحولت إلى شيء حي يزهر ويُثمر.
فصرخ الشعب في رهبة: “حقًا، الرب قد اختار هارون ونسله للكهنوت! من يستطيع أن يقترب إلى الله إلا من اختاره هو؟” وهكذا انتهى النزاع، وعلم الجميع أن الكهنوت هو عطية من الله، وليس من البشر.
ثم قال الرب لموسى: “رد عصا هارون أمام الشهادة لتحفظ علامة لبني العصيان، فتُسكت تذمراتهم عني لئلا يموتوا.” فأخذ موسى العصا المزهرة ووضعها مرة أخرى أمام تابوت العهد، لتبقى تذكارًا دائمًا لقوة الله واختياره.
ومن ذلك اليوم، توقف بنو إسرائيل عن التذمر حول الكهنوت، وعلموا أن الله هو الذي يرفع من يشاء ويضع من يشاء. وكانت عصا هارون المزهرة تذكيرًا دائمًا بأن الله هو مصدر كل سلطان وبركة، وأن طاعته هي الطريق الوحيد للحياة.
وهكذا، بقيت العصا في خيمة الاجتماع، شاهدة على قدرة الله وعنايته بشعبه، ومُعلنة أن اختيار الله لا يُناقش، بل يُطاع بكل تواضع وإيمان.