في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل تقي يدعى ألياقيم. كان ألياقيم يعيش في قرية صغيرة محاطة بتلال خضراء ووديان عميقة. كان يعمل في الزراعة، ويقضي أيامه بين الحقول والكروم، يعتني بالأرض التي باركها الرب. لكن قلبه كان دائمًا منشغلًا بالصلاة والتسبيح، وكان يجد عزاءه في كلام الله.
في أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يسير في حقله، شعر بثقل كبير في قلبه. كانت الأوقات صعبة، فقد انتشر الظلم في الأرض، وكثر الأشرار الذين يستهزئون بالله ويتآمرون على الأبرار. شعر ألياقيم بالضعف والوحدة، وكأنه يصرخ في برية لا يسمع فيها أحد. فرفع عينيه نحو السماء وصاح من أعماق قلبه: “يا رب، أنت صخرتي، لا تصمت تجاهي. إذا سكتَّ عني، فأكون كالهالكين إلى الأبد.”
كانت صلاة ألياقيم مليئة بالشوق والرجاء. كان يعلم أن الرب هو مصدر قوته ودرعه، وأنه لن يتخلى عنه أبدًا. لكنه كان بحاجة إلى أن يسمع صوت الله، إلى أن يشعر بحضوره القريب. فاستمر في الصلاة: “اسمع صوت تضرعي حين أصرخ إليك، حين أرفع يديَّ نحو هيكل قدسك.”
وفي تلك اللحظة، شعر ألياقيم بريح لطيفة تهب حوله، وكأنها تلامس قلبه بلمسة حانية. فتابع صلاته: “لا تجرني مع الأشرار، ولا مع فاعلي الإثم الذين يتكلمون بالسلام مع قريبهم، والشر في قلوبهم. أعطهم حسب أعمالهم، وحسب شر أفعالهم. أعطهم حسب عمل أيديهم. رد لهم جزاءهم.”
كان ألياقيم يثق في عدل الرب، ويعلم أن الله سيجازي كل إنسان حسب أعماله. لكنه كان يخشى أن يضيع وسط الأشرار، فطلب من الرب أن يميز بين الأبرار والفجار. وبينما كان يصلي، بدأ يشعر بسلام غريب يملأ قلبه، وكأن الرب يقول له: “لا تخف، فأنا معك.”
وبعد أيام قليلة، حدثت معجزة في القرية. فقد سقط الأشرار الذين كانوا يتآمرون على الأبرار في فخاخهم الخاصة. فقد انكشف أمرهم، وعاقبهم الرب حسب شرورهم. أما ألياقيم، فقد شعر بفرح عظيم يملأ قلبه، لأنه رأى يد الله تعمل في حياته. فرفع صوته بالتسبيح قائلًا: “مبارك الرب، لأنه سمع صوت تضرعي. الرب قوتي ومجنّي. عليه اتكل قلبي فانتعشت، وبنعمته أترنم.”
ومنذ ذلك اليوم، أصبح ألياقيم أكثر إيمانًا وثقة بالرب. كان يعلم أن الله هو الراعي الصالح الذي لا يترك خرافه، وهو الصخرة التي لا تتزعزع. فكان يردد دائمًا: “الرب قوة لشعبه، وهو ملجأ مختاريه. خلص شعبك وبارك ميراثك، وارعهم وارفعهم إلى الأبد.”
وهكذا عاش ألياقيم في سلام وفرح، يعلم الجميع أن الرب هو المصدر الحقيقي للقوة والأمان، وأن الصلاة الصادقة تصل إلى عرش النعمة، حيث يستجيب الله لصراخ عباده ويحفظهم من كل شر.