الكتاب المقدس

النجاة الإلهية: قصة إسرائيل شعب الرب

في الأيام القديمة، عندما كان شعب إسرائيل يعاني تحت نير الأعداء، رفعوا أصواتهم إلى الرب طالبين النجاة. وكانت قلوبهم مثقلة بالخوف والقلق، لأن الأعداء كانوا كالسيل الجارف يهدد باجتياحهم. ولكنهم تذكروا أن الرب هو ملجأهم وحصنهم القوي.

في إحدى تلك الأيام العصيبة، تجمع الشعب في ساحة المدينة، وراحوا يصلون بخشوع: “لولا أن الرب كان معنا، لقال إسرائيل الآن: لولا أن الرب كان معنا حين قام علينا الناس، لأحيط بنا الغضب، ولابتلعتنا المياه، ولجاز على أنفسنا السيل، ولطمت على أنفسنا المياه المتعالية.”

كانت الأصوات ترتفع إلى السماء، والقلوب تفيض بالإيمان. وكان الرب يستمع إلى صلواتهم، ويشعر بآلامهم. وفي تلك اللحظات، بدأت السماء تتلألأ بنور إلهي، وكأنها ترد على صلواتهم. وكانت الرياح تعصف بقوة، ولكنها كانت تحمل معها نسمات الرجاء.

وفجأة، انفتحت السماء، ونزل ملاك الرب إلى وسط الشعب. وكانت هيئته كالنور الساطع، وصوته كالرعد القوي. فقال لهم: “لا تخافوا، لأن الرب معكم. هو الذي خلق السماوات والأرض، وهو الذي يحفظكم من كل شر. الأعداء الذين يهددونكم كالسيل الجارف، لن يقتربوا منكم، لأن الرب سيمد يده القوية لإنقاذكم.”

وبعد أن تكلم الملاك، شعر الشعب بالسلام يغمر قلوبهم. وكانوا يعلمون أن الرب لن يتخلى عنهم. وفي تلك الليلة، بينما كان الأعداء يستعدون للهجوم، حدثت معجزة عظيمة. فجأة، ارتفعت المياه من النهر القريب، وكأنها سد منيع، ومنعت الأعداء من الاقتراب. وكانت المياه تتدفق بقوة، ولكنها لم تمس شعب إسرائيل.

وعندما رأى الأعداء هذا المشهد، ارتعبوا وهربوا من المكان. وكانوا يصرخون: “إن إله إسرائيل هو الإله الحقيقي، ولا يمكننا أن نقف أمام قوته.” وهكذا، نجى شعب إسرائيل بفضل عناية الرب وحمايته.

وفي الصباح، تجمع الشعب مرة أخرى ليشكروا الرب على نعمته. وكانوا يرددون: “نفسنا كعصفور نجت من فخ الصيادين. الفخ انكسر، ونحن نجونا. معونة باسم الرب، الذي خلق السماوات والأرض.”

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت هذه الحادثة تذكارًا عظيمًا لشعب إسرائيل. وكانوا يروونها لأبنائهم وأحفادهم، ليتذكروا دائمًا أن الرب هو ملجأهم وحصنهم القوي. وكانوا يعلمون أنه مهما كانت التحديات التي تواجههم، فإن الرب لن يتخلى عنهم أبدًا.

وهكذا، عاش شعب إسرائيل في سلام وأمان، لأنهم وضعوا ثقتهم في الرب، الذي لا يخيب رجاء من يلجأ إليه. وكانت كلمات المزمور 124 تتردد في قلوبهم دائمًا: “لولا أن الرب كان معنا، لقال إسرائيل الآن: لولا أن الرب كان معنا، لأحيط بنا الغضب، ولابتلعتنا المياه، ولجاز على أنفسنا السيل. مبارك الرب الذي لم يسلمنا فريسة لأسنانهم.”

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *