الكتاب المقدس

ألياقيم: الصديق الأبدي في بيت الرب

في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل صالح يُدعى ألياقيم. كان ألياقيم رجلاً تقياً، يحب الرب من كل قلبه، ويجد فرحته في تسبيحه وتقديم الشكر له. كل صباح، عند شروق الشمس، كان يذهب إلى الهيكل ليقدم الذبائح ويسبح باسم الرب العظيم. وكان يردد دائمًا كلمات المزمور الثاني والتسعين: “جيدٌ هو الحمد للرب، والترنّم لاسمك أيها العليّ.”

كان ألياقيم يعيش في قرية صغيرة محاطة بجبال شاهقة وبساتين زيتون وغابات أرز. وكان يعمل في زراعة الأرض، وقد بارك الرب عمله، فكانت أرضه تنتج ثمارًا وفيرة، وأشجار الزيتون تعطي زيتًا طيبًا، وأشجار الأرز تنمو قوية وعالية. وكان ألياقيم يشعر بالامتنان للرب كل يوم، لأنه يعلم أن كل بركة تأتي من يديه.

في أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يسير في حقله، تأمل في عظمة خلق الله. رأى الطيور تحلق في السماء، والأشجار ترفع فروعها نحو العلاء، والجبال الشامخة التي تذكر بعظمة الخالق. فبدأ يترنم قائلاً: “ما أعظم أعمالك يا رب! أفكارك عميقة جدًا. الإنسان الغبي لا يعرف، والأحمق لا يفهم هذا.” كان ألياقيم يعلم أن الأشرار قد يزدهرون لفترة، لكن مصيرهم إلى الفناء، أما الصديقون فيزهرون كالنخيل وينمون كأرز لبنان.

وفي القرية، كان هناك رجل شرير يُدعى شمعون. كان شمعون غنيًا ومتعجرفًا، ولا يهتم بأمر الرب. كان يظلم الفقراء ويستغل الضعفاء، ويظن أن قوته وماله سيدومان إلى الأبد. لكن ألياقيم كان يعلم أن الرب عادل، وأنه سيدين الأشرار في الوقت المناسب. وكان يردد في قلبه: “هوذا أعداؤك يا رب، هوذا أعداؤك يهلكون. يتفرق جميع فاعلي الإثم.”

مرت السنوات، وأصبح ألياقيم شيخًا طاعنًا في السن. لكنه كان لا يزال قويًا في إيمانه، ووجهه يشع ببهاء البركة. كان يجلس تحت شجرة أرز كبيرة في حقلِه، ويسبح الرب على كل ما أعطاه. وكان يقول: “الصديق كالنخيل يزهو، كأرز لبنان ينمو. مغروسون في بيت الرب، في ديار إلهنا يزهرون.” وكان ألياقيم يعلم أن بركة الرب كانت معه لأنه ظل أمينًا في عبادته وحياته.

أما شمعون، فقد جاءت عليه أيام صعبة. فقد خسر كل ثروته بسبب كبريائه وجشعه، وأصبح وحيدًا ومريضًا. وعندما كان على فراش الموت، تذكر كلمات ألياقيم التي كان يسمعها دائمًا: “الأشرار ينبتون كالعشب، ويزهر جميع فاعلي الإثم، لكن لكي يفنوا إلى الأبد.” فندم على شروره، لكن الوقت كان قد فات.

وفي يوم من الأيام، اجتمع أهل القرية حول ألياقيم ليسمعوا منه كلمات الحكمة. فقال لهم: “يا أولادي، تذكروا دائمًا أن الرب صالح، ورحمته تدوم إلى الأبد. تسبحوه في الصباح والمساء، واثقين بأنه سيبارك حياتكم. الأشرار قد يبدون أقوياء، لكنهم كالعشب الذي يذبل. أما الصديقون فسيظلون كالأرز القوي، مغروسين في بيت الرب إلى الأبد.”

وهكذا عاش ألياقيم حياته مسبحًا للرب، ومات في سلام، تاركًا وراءه إرثًا من الإيمان والبركة. وأصبحت قصته تُروى للأجيال القادمة، لتذكرهم بأن “جيدٌ هو الحمد للرب، والترنّم لاسمك أيها العليّ.”

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *