الكتاب المقدس

أمثال يسوع: العذارى العشر والوزنات والدينونة

في إحدى الأيام، كان يسوع يجلس مع تلاميذه على جبل الزيتون، وكان يحكي لهم أمثالًا عن ملكوت السماوات. وكان الجو هادئًا، والنسيم يعانق الأشجار، والشمس تلمع في السماء الزرقاء. بدأ يسوع يحكي لهم مثلًا عن العذارى العشر، فقال:

“يشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس. وكان خمس منهن حكيمات، وخمسًا جاهلات. أما الحكيمات فأخذن زيتًا في آنيتهن مع مصابيحهن، وأما الجاهلات فأخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتًا. وبينما كان العريس يتأخر، نعسن جميعًا وصرن نائمات. وفي منتصف الليل، صار صراخ: ها هو العريس قد جاء! فقمن جميعًا وأصلحن مصابيحهن. فقالت الجاهلات للحكيمات: أعطينا من زيتكن، فإن مصابيحنا تنطفئ. فأجابت الحكيمات: لعله لا يكفينا ولا لكن، بل اذهبن إلى الباعة واشترين لأنفسكن. وفيما هن ذاهبات ليشترين، جاء العريس، والمستعدات دخلن معه إلى العرس، وأُغلِق الباب. وأخيرًا جاءت العذارى الجاهلات أيضًا وقلن: يا سيد، يا سيد، افتح لنا! فأجاب: الحق أقول لكن: إني لا أعرفكن. فاسهروا إذن، لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان.”

ثم تابع يسوع يحكي لهم مثلًا آخر عن الوزنات، فقال:

“يشبه ملكوت السماوات رجلًا مسافرًا دعا عبيده وسلمهم أمواله. فأعطى واحدًا خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة واحدة، كل واحد على قدر طاقته. ثم سافر. فذهب الذي أخذ الخمس وزنات وتاجر بها، فربح خمس وزنات أخرى. وكذلك الذي أخذ الوزنتين ربح وزنتين أخريين. أما الذي أخذ الوزنة الواحدة، فذهب وحفر في الأرض وأخفى فضة سيده. وبعد زمان طويل، جاء سيد أولئك العبيد وحاسبهم. فجاء الذي أخذ الخمس وزنات وقدّم خمسًا أخرى قائلًا: يا سيد، خمس وزنات سلمتني، هوذا خمس وزنات أخرى ربحتها. فقال له سيده: حسنًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك. ثم جاء الذي أخذ الوزنتين وقال: يا سيد، وزنتين سلمتني، هوذا وزنتان أخريان ربحتهما. فقال له سيده: حسنًا أيها العبد الصالح والأمين، كنت أمينًا في القليل فأقيمك على الكثير، ادخل إلى فرح سيدك. وأخيرًا جاء الذي أخذ الوزنة الواحدة وقال: يا سيد، عرفت أنك رجل قاسٍ، تحصد حيث لم تزرع وتجمع حيث لم تبذر، فخفت وذهبت وأخفيت وزنتك في الأرض. هوذا الذي لك. فأجاب سيده: أيها العبد الشرير والكسلان، كنت تعلم أني أحصد حيث لم أزرع وأجمع حيث لم أبذر، فكان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربحه. فخذوا منه الوزنة وأعطوها للذي له العشر وزنات. لأن كل من له يُعطى فيزداد، ومن ليس له، فالذي عنده يُؤخذ منه. والعبد البطال اطرحوه في الظلمة الخارجية، حيث يكون البكاء وصرير الأسنان.”

ثم تابع يسوع يحكي لهم مثلًا عن الدينونة الأخيرة، فقال:

“ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميز بعضهم من بعض، كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبًا فآويتموني، عريانًا فكسوتموني، مريضًا فزرتموني، محبوسًا فأتيتم إليّ. فيجيبه الأبرار قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعًا فأطعمناك، أو عطشانًا فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبًا فآويناك، أو عريانًا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضًا أو محبوسًا فأتينا إليك؟ فيجيب الملك: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر، فبي فعلتم. ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته. لأني جعت فلم تطعموني، عطشت فلم تسقوني، كنت غريبًا فلم تأووني، عريانًا فلم تكسوني، مريضًا ومحبوسًا فلم تزوروني. فيجيبه الأشرار أيضًا قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعًا أو عطشانًا أو غريبًا أو عريانًا أو مريضًا أو محبوسًا ولم نخدمك؟ فيجيبهم: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوه. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلى حياة أبدية.”

وهكذا، كان يسوع يعلم تلاميذه بأمثال عميقة عن الاستعداد والحكمة والأمانة في خدمة الله والناس. وكان كل من يسمع هذه الأمثال يتأمل في حياته، ويحاول أن يكون مستعدًا لملاقاة الرب في أي وقت، وأن يستخدم ما أعطاه الله من مواهب وبركات لخدمة الآخرين ومجد الله.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *