الكتاب المقدس

أليعازر: قصة الشكر وبركات الرب الأبدية

في قديم الزمان، في أرض يملؤها الخير والبركة، كان هناك رجل تقي يدعى أليعازر. كان أليعازر يعيش في قرية صغيرة عند سفح جبل مقدس، حيث كان يقضي أيامه في الصلاة والتأمل في كلام الرب. كان يعرف أن الله هو مصدر كل بركة، وكان قلبه ممتلئًا بالشكر والحمد لله على نعمه التي لا تُحصى.

في أحد الأيام، بينما كان أليعازر جالسًا تحت شجرة زيتون كبيرة، بدأ يتأمل في مزمور 103، الذي كان يحفظه عن ظهر قلب. فبدأ يردد الكلمات بقلب ممتن: “بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ.”

فانفتحت عيناه على نعم الله التي كانت تحيط به من كل جانب. رأى الشمس تشرق في الصباح، تملأ الأرض بالدفء والنور، فأدرك أن هذه من بركات الرب الذي “يُشْبِعُ عُمْرَكَ بِالْخَيْرِ، فَيَتَجَدَّدُ نَسْلُكَ مِثْلَ النَّسْرِ.”

ثم نظر إلى الجبال الشامخة التي تحيط بقرية، والتي كانت ترمز إلى عظمة الله وقوته. تذكر كيف أن الله “يَغْفِرُ ذُنُوبَكَ كُلَّهَا، وَيَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكَ.” فشعر بسلام عميق يملأ قلبه، لأنه عرف أن الله، برحمته، يرفع عنه عبء الخطيئة ويشفيه من كل جراح.

وفي وقت الظهيرة، بينما كان أليعازر يسير في الحقل، رأى الزهور البرية تتمايل مع النسيم، فأدرك أن الله “يُعَطِّرُ أَيَّامَكَ كَالْعُشْبِ، فَيَتَجَدَّدُ نَسْلُكَ مِثْلَ الزَّهْرِ.” تذكر كيف أن حياة الإنسان سريعة الزوال، لكن رحمة الله أبدية، فهي “مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ.”

وعندما حل المساء، جلس أليعازر على شرفة منزله، ينظر إلى النجوم التي تلمع في السماء. تذكر كيف أن الله “يَعْرِفُ طَرِيقَنَا، وَيَفْهَمُ ضَعْفَنَا.” فشعر بالراحة لأنه عرف أن الله، الذي خلق الكون بكل عظمته، يعتني به كأب حنون.

وفي تلك الليلة، بينما كان أليعازر يصلي قبل النوم، شعر بفيض من الحب الإلهي يغمر قلبه. تذكر كيف أن الله “لَيْسَ كَخَطَايَانَا يُجَازِينَا، وَلَا كَآثَامِنَا يُعَامِلُنَا.” فشكر الله على رحمته التي لا حدود لها، وعلى محبته التي تفوق كل فهم.

وهكذا، عاش أليعازر حياته كلها ممتلئًا بالشكر والفرح، لأنه عرف أن الله هو “الرَّحِيمُ وَالرَّؤُوفُ، الْبَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ.” وكان دائمًا يذكر نفسه وأهل قريته بأن يباركوا الرب، لأن “رَحْمَتَهُ عَلَى خَائِفِيهِ كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ.”

وفي النهاية، عندما حان وقت رحيل أليعازر من هذه الدنيا، كان قلبه مطمئنًا، لأنه عرف أن الله “يُعْتَنَى بِالَّذِينَ يَتَّقُونَهُ، وَيَحْفَظُهُمْ كَثَمَرَةِ عَيْنِهِ.” فانتقل إلى الحياة الأبدية، حيث لا حزن ولا ألم، بل فرح أبدي في حضرة الرب.

وهكذا، بقيت قصة أليعازر تروى من جيل إلى جيل، تذكيرًا لكل من يسمعها بأن يبارك الرب بكل قلبه، لأن نعمه ورحمته لا تُحصى، ومحبته أبدية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *