الكتاب المقدس

برنابا وشاول: بشارة الإنجيل في أنطاكية

في تلك الأيام، كان الرسل والمؤمنون في أورشليم يسمعون أخبارًا عن عمل الله العظيم بين الأمم في أنطاكية. فقد وصلت إليهم أنباء عن أن كثيرين من الأمم قد قبلوا الإيمان بالرب يسوع المسيح، فقرروا إرسال برنابا إلى هناك ليتفقد الأمر.

خرج برنابا من أورشليم وسار حتى وصل إلى أنطاكية. وعندما رأى نعمة الله التي أُعطيت للأمم، فرح جدًا وابتهج قلبه. وكان برنابا رجلاً صالحًا، ممتلئًا من الروح القدس والإيمان، فشجع الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب. وكان كلامه كالنور يضيء في الظلمة، فآمن عدد كبير من الناس بالرب.

ثم ذهب برنابا إلى طرسوس ليبحث عن شاول. وعندما وجده، أحضره إلى أنطاكية. وبقي الاثنان هناك سنة كاملة يجتمعان مع الكنيسة ويعلّمان جمعًا غفيرًا من الناس. وفي أنطاكية، دُعي التلاميذ أولاً “مسيحيين”، لأنهم كانوا يتبعون تعاليم المسيح بكل إخلاص.

وفي تلك الأيام، تنبأ بعض الأنبياء الذين جاءوا من أورشليم عن مجاعة عظيمة ستأتي على العالم كله. وقد حدثت هذه المجاعة في أيام كلوديوس قيصر. فقرر التلاميذ، كل حسب قدرته، أن يرسلوا معونات لإخوتهم الذين كانوا يسكنون في اليهودية. وأرسلوا هذه المعونات عن طريق برنابا وشاول، اللذين حملا العطايا بكل أمانة إلى الشيوخ في أورشليم.

وهكذا، كانت أنطاكية مركزًا لانطلاق البشارة بين الأمم، حيث عمل الروح القدس بقوة من خلال خدام أمينين مثل برنابا وشاول. وكانت الكنيسة هناك نموذجًا للمحبة والوحدة، حيث اجتمع المؤمنون من خلفيات مختلفة تحت اسم واحد، هو اسم الرب يسوع المسيح.

وفي خضم هذه الأحداث، كان الله يُظهر قوته ومحبته للعالم أجمع، مؤكدًا أن رسالة الإنجيل ليست محصورة في شعب واحد، بل هي نور لكل الأمم. وهكذا، استمرت الكلمة تنتشر، وازداد عدد المؤمنين، وتمجد اسم الرب في كل مكان.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *