الكتاب المقدس

رؤيا حزقيال عن الهيكل الجديد وعبادة الأمير

في اليوم العاشر من الشهر الأول، في السنة الخامسة والعشرين من سبي يهوذا، كان النبي حزقيال جالسًا في بيته مع شيوخ يهوذا، وإذا بروح الرب حلّ عليه وأخذه في رؤيا إلى أرض إسرائيل. هناك، وقف على جبل عالٍ، ورأى أمامه مدينة عظيمة تلمع كالنور. وكان الرب قد أوحى إليه برؤيا عن الهيكل الجديد، الذي سيُبنى في الأيام الأخيرة، حيث سيحكم المسيح من هناك إلى الأبد.

وفي هذه الرؤيا، أُظهر لحزقيال تفاصيل كثيرة عن الهيكل، وعن العبادة التي ستقام فيه. وفي الأصحاح السادس والأربعين من سفر حزقيال، تكلّم الرب عن القوانين التي ستُتبع في الهيكل، خاصة فيما يتعلق بعبادة الأمير، الذي هو رمز للمسيح الملك.

بدأ الرب يُعلن لحزقيال قائلاً: “هكذا قال السيد الرب: باب الدار الداخلية الذي يُطلّ نحو الشرق يكون مغلقًا ستة أيام العمل، ولكن في يوم السبت يُفتح، وفي يوم رأس الشهر يُفتح. فيدخل الأمير من طريق رواق الباب من الخارج، ويقف عند قائم الباب، بينما يقيم الكهنة محرقته وذبائح سلامته. ثم يسجد على عتبة الباب ويخرج، ولكن الباب لا يُغلق حتى المساء. وكذلك في يوم السبت، يسجد شعب الأرض عند مدخل ذلك الباب أمام الرب.”

وتابع الرب كلامه: “والمحرقة التي يقدمها الأمير للرب في يوم السبت تكون ستة خراف صحيحة وكبش صحيح. وتكون التقدمة من الدقيق إيفة للكبش، ومن الدقيق للخراف بقدر ما يريد يده أن يعطي، وزيتًا من الهين لكل إيفة. وفي يوم رأس الشهر، يقدم ثورًا ابنَ بقر صحيحًا، وستة خراف وكبشًا صحيحًا. ويعطي من الدقيق إيفة للثور، وإيفة للكبش، وللخراف بقدر ما تسمح يده، وزيتًا من الهين لكل إيفة.”

وأضاف الرب: “وعندما يدخل الأمير، يدخل من طريق رواق الباب، ومن طريقه يخرج. وإذا دخل شعب الأرض أمام الرب في الأعياد المحددة، فالذي يدخل من باب الشمال ليسجد يخرج من باب الجنوب، والذي يدخل من باب الجنوب يخرج من باب الشمال. لا يعود من الباب الذي دخل منه، بل يخرج من المقابل. والأمير يكون في وسطهم، عند دخولهم يدخل، وعند خروجهم يخرج.”

ثم أوضح الرب لحزقيال أن الأمير سيقدم ذبائح للرب في الأعياد والأوقات المحددة، وقال: “وإذا صنع الأمير نذرًا أو ذبيحة سلامة للرب، فيُفتح له الباب الذي يُطلّ نحو الشرق، ويصنع محرقته وذبائح سلامته كما يفعل في يوم السبت. ثم يخرج، وبعد خروجه يُغلق الباب.”

وأكمل الرب كلامه: “وتقدم للرب كل صباح خروفًا ابنَ سنة صحيحًا محرقة دائمة. وتقدم معه تقدمة من دقيق سدس الإيفة، وثلث الهين من الزيت لتبليل الدقيق. هذه هي المحرقة الدائمة التي أُمر بها في جبل سيناء، لتكون رائحة سرور للرب.”

وأخيرًا، قال الرب لحزقيال: “وعندما يعطي الأمير هبة لابن من أبنائه، تكون له ميراثًا. وأما ما يعطيه لعبده، فيكون له إلى سنة الإطلاق، ثم يعود إلى الأمير. فقط ما ورثه لبنيه يبقى لهم. ولا يأخذ الأمير من ميراث الشعب ليضغط عليهم، بل من ملكه الخاص يعطي لبنيه، لكي لا يتشتت شعبي كل واحد من ميراثه.”

وهكذا، رأى حزقيال في هذه الرؤيا نظامًا دقيقًا للعبادة في الهيكل الجديد، حيث سيُكرّم الرب بذبائح وتقدمات، وسيحكم الأمير بالعدل والرحمة، دون أن يظلم شعبه. وكانت هذه الرؤيا تذكيرًا بقوة وعد الله لشعبه، بأنه سيُعيد بناء مملكتهم، ويُقيم ملكًا عادلاً من نسل داود، يسود إلى الأبد.

فخرج حزقيال من الرؤيا وهو ممتلئ بالروح، وكتب كل ما رآه وسمعه، ليكون شهادة لأجيال قادمة عن رجاء إسرائيل العظيم في الرب إلههم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *