الكتاب المقدس

داود يكتب المزمور الخمسين: تسبيح وتوبة للرب

في قديم الزمان، في أرض إسرائيل المقدسة، كان هناك ملك عظيم يدعى داود، الذي كان محبوبًا من الله والناس. كان داود يعيش في قصر فخم في أورشليم، وكان دائمًا ما يرفع صلواته وتسبيحه للرب. وفي أحد الأيام، بينما كان داود جالسًا في حديقة القصر، تأمل في عظمة الله وقدرته، فبدأ يكتب مزمورًا جديدًا يعبر فيه عن مشاعره العميقة تجاه الرب.

بدأ داود مزموره بالقول: “الرب الإله القدير تكلم ودعا الأرض من مشرق الشمس إلى مغربها. من صهيون، كمال الجمال، أشرق الله.” تصور داود في ذهنه كيف أن الله يتجلى في جلاله من فوق جبل صهيون، حيث كان الهيكل المقدس يقف شامخًا. رأى في خياله نورًا ساطعًا يغمر الأرض، وكأنه يعلن عن حضور الله القوي والعظيم.

ثم تابع داود: “يأتي إلهنا ولا يصمت. نار تأكل أمامه، وحولها عاصفة هائلة.” تخيل داود كيف أن الله سيأتي في يوم الدينونة، محاطًا بالنار والعاصفة، كعلامة على قوته وسلطانه. رأى في رؤياه الملائكة تحيط بالعرش الإلهي، وهم يهتفون بتسبيح قدوس قدوس قدوس.

ثم أضاف داود: “يدعو السماوات من فوق، والأرض لمحاكمة شعبه.” تصور داود كيف أن الله سيدعو كل الخليقة لتشهد على محاكمته العادلة. رأى السماوات والأرض تلتقيان في مشهد مهيب، حيث سيحاسب الله كل إنسان حسب أعماله.

وتابع داود قائلاً: “اجمعوا لي أتقيائي، الذين قطعوا عهدي بالذبيحة.” هنا، تذكر داود كيف أن الله يطلب من شعبه أن يكونوا أمناء لعهده، وأن يقدموا ذبائح حقيقية من القلب، وليس مجرد طقوس خارجية. رأى في ذهنه كيف أن الله يرفض الذبائح التي تقدم بلا إخلاص، ويفضل التوبة والقلب النقي.

ثم قال داود: “اسمع يا شعبي فأتكلم، يا إسرائيل فأشهد عليك. أنا الله إلهك.” هنا، شعر داود بقوة كلمات الله التي تخترق القلب، وكأن الله نفسه يتحدث مباشرة إلى شعبه. رأى كيف أن الله يطلب من شعبه أن يعترف بخطاياهم ويتوبوا، بدلاً من الاعتماد على الذبائح الخارجية.

وتابع داود: “لا أوبخك على ذبائحك، لأن محرقاتك دائمًا أمامي.” هنا، أدرك داود أن الله لا يحتاج إلى ذبائح مادية، بل يريد قلبًا منكسرًا ونفسًا تائبة. رأى كيف أن الله يرفض الذبائح التي تقدم بلا روح، ويفضل العبادة الحقيقية التي تأتي من الأعماق.

ثم ختم داود مزموره بالقول: “من يقدم شكرًا يمجدني، ومن يرتب طريقًا أريه خلاص الله.” هنا، شعر داود بفرح عظيم، لأنه أدرك أن أفضل ذبيحة يمكن أن يقدمها الإنسان هي الشكر والتسبيح لله. رأى في خياله كيف أن الله يبارك الذين يعترفون بخطاياهم ويتوبون، ويهديهم إلى طريق الخلاص.

وهكذا، انتهى داود من كتابة المزمور الخمسين، وهو يشعر بالسلام والفرح، لأنه عرف أن الله يقبل التوبة الحقيقية والقلب النقي. وعاش داود بقية أيامه وهو يرفع صلواته وتسبيحه للرب، عالمًا أن الله هو الإله العظيم الذي يستحق كل مجد وكرامة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *