الكتاب المقدس

دينونة الرب على الأمم المعادية في سفر حزقيال

في الأيام التي كان فيها النبي حزقيال يتنبأ بإرادة الرب، كانت هناك رسالة قوية موجهة إلى الأمم المجاورة لإسرائيل. وكانت هذه الرسالة تحمل تحذيرات ودينونة من الله بسبب شرورهم وعدم رحمتهم تجاه شعب الله. دعونا نتعمق في هذه القصة كما وردت في سفر حزقيال، الإصحاح الخامس والعشرين.

كان النبي حزقيال واقفًا في وادي نهر خابور، حيث كان الرب قد أظهر له رؤى عظيمة من قبل. وفي يوم من الأيام، بينما كان حزقيال يصلي ويتأمل، حلّ عليه روح الرب بقوة، وسمع صوتًا عظيمًا يقول: “يا ابن آدم، وجّه وجهك نحو بني عمون وتنبأ عليهم.”

رفع حزقيال عينيه نحو السماء، ثم أدار وجهه نحو أرض بني عمون، تلك الأمة التي كانت تقع شرقي نهر الأردن. كانت عمان، عاصمتهم، مدينة قوية، لكن قلوبهم كانت مليئة بالكبرياء والشر. قال الرب لحزقيال: “قل لبني عمون: اسمعوا كلمة السيد الرب. لأنك قلت: ‘هه! هه!’ على هيكلي عندما دنس، وعلى أرض إسرائيل عندما خربت، وعلى بيت يهوذا عندما ذهبوا إلى السبي، لذلك هأنذا أدفعك لبني المشرق ميراثًا، فينصبون خيامهم فيك ويقيمون مساكنهم فيك. هم يأكلون ثمرك وهم يشربون لبنك.”

كان بنو عمون قد فرحوا بدمار إسرائيل، وسخروا من شعب الله عندما حلّت بهم المصائب. لكن الرب، الذي لا يتغاضى عن الشر، قرر أن يعاقبهم على قسوة قلوبهم. وعد الرب بأن يأتي عليهم بجيوش من الشرق، ليهاجموا أراضيهم ويستولوا على خيراتهم. ستُترك عمان خربة، وتصير مرعى للغنم، وتُنسى من الذاكرة.

ثم توجه الرب بكلامه نحو موآب، تلك الأمة التي كانت تقع جنوبي بني عمون. قال الرب: “لأن موآب وسعير قالا: ‘هوذا بيت يهوذا كسائر الأمم’، لذلك هأنذا أقطع من موآب، يقول السيد الرب، القادم والمدن، ومدن تخومها، بهاء الأرض، بيت يشيموت وبعل معون وقريتايم. وأدفعها لبني المشرق ميراثًا مع بني عمون.”

كان موآب قد استهزأ بإسرائيل، معتبرًا إياها أمة مثل كل الأمم، متناسيًا أن إسرائيل هي شعب الله المختار. لذلك، قرر الرب أن يعاقب موآب بتسليم مدنها الرئيسية، مثل بيت يشيموت وبعل معون، إلى أعدائها. ستُترك هذه المدن خربة، ولن تعود إلى مجدها السابق.

بعد ذلك، توجه الرب بكلامه نحو أدوم، تلك الأمة التي كانت تقع جنوبي البحر الميت. قال الرب: “لأن أدوم عملت بالانتقام من بيت يهوذا وأثمت إثمًا عظيمًا بالانتقام منهم، لذلك هكذا قال السيد الرب: أمد يدي على أدوم وأقطع منها الإنسان والحيوان، وأجعلها خرابًا. من تيمان إلى ددان يسقطون بالسيف.”

كان أدوم قد أظهر عداءً شديدًا لإسرائيل، وانتقم منهم عندما كانوا في ضعف. لكن الرب، الذي هو القاضي العادل، قرر أن يعاقب أدوم بتسليمها إلى السيف. ستُترك أرض أدوم خالية من البشر والحيوانات، وتصير أثرًا بعد عين.

وأخيرًا، توجه الرب بكلامه نحو الفلسطينيين، سكان الساحل الغربي. قال الرب: “لأن الفلسطينيين عملوا بالانتقام، وانتقموا انتقامًا في القلب بالإهلاك والعداوة الأبدية، لذلك هكذا قال السيد الرب: هأنذا أمد يدي على الفلسطينيين وأقطع الكرتيين وأهلك بقية ساحل البحر. وأصنع فيهم انتقامًا عظيمًا بتوبيخات غضب، فيعرفون أني أنا الرب حين أجري انتقامي عليهم.”

كان الفلسطينيون قد أظهروا عداءً دائمًا لإسرائيل، وحاربوا شعب الله مرارًا وتكرارًا. لكن الرب قرر أن ينهي قوتهم، ويقطع الكرتيين، وهم الجنود الأشداء الذين كانوا يعتمد عليهم الفلسطينيون. سيُترك ساحل البحر خاليًا من القوة، وسيعرف الفلسطينيون أن الرب هو الإله الحقيقي عندما يحلّ عليهم غضبه.

وهكذا، كانت رسالة الرب واضحة: كل من يعادي شعب الله ويظهر قسوة وعداءً تجاههم، سيواجه دينونة الرب. كان حزقيال ينقل هذه الرسالة بأمانة، مذكرًا الجميع بأن الرب هو الحاكم الأعلى، وهو الذي يدين الأمم بحسب أعمالهم. وفي النهاية، سيعرف الجميع أن الرب هو الإله الوحيد، القادر على كل شيء.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *