في الأيام القديمة، عندما كانت الأرض تئن تحت وطأة الخطيئة والظلام، أرسل الله نوره ليضيء للبشرية طريق الخلاص. وفي رسالته إلى أهل رومية، كتب الرسول بولس بتفصيل عميق عن محبة الله العظيمة التي تجلت في يسوع المسيح. فلنروِ قصة مستوحاة من رسالة رومية الإصحاح الخامس، حيث نتعمق في معاني المصالحة والرجاء والمحبة الإلهية.
—
كان هناك رجل عجوز يدعى أليعازر، يعيش في قرية صغيرة عند سفوح الجبال. كان أليعازر رجلاً حكيمًا، يعرف الكتب المقدسة عن ظهر قلب، وكان يجلس كل مساء تحت شجرة زيتون كبيرة ليشارك أهل القرية تعاليم الله. في أحد الأيام، بينما كان يجمع الناس حوله، بدأ يحكي لهم قصة آدم وحواء، وكيف دخلت الخطيئة إلى العالم بسبب عصيانهما.
قال أليعازر: “كما دخلت الخطيئة إلى العالم بإنسان واحد، آدم، هكذا انتشر الموت إلى جميع البشر، لأن الجميع أخطأوا.” ثم أضاف بصوت هادئ: “لكن الله، في محبته التي لا تُقاس، لم يتركنا نهلك في خطايانا. لقد أرسل ابنه الوحيد، يسوع المسيح، ليكون الفادي والمخلص.”
توقف أليعازر للحظة، ونظر إلى الحضور بعينين مليئتين بالحكمة، ثم واصل: “هل تعلمون أن المسيح مات من أجلنا ونحن بعد خطاة؟ نعم، لقد بذل حياته من أجلنا، ليس لأننا كنا أبرارًا، بل لأن محبة الله تفوق كل فهم. لقد صالحنا مع الله بموته على الصليب.”
سمع الجميع باهتمام، وكانت عيون الأطفال تتلألأ بالفضول، بينما كان الكبار يهزون رؤوسهم موافقين على كلمات الحكيم. ثم سأل أحد الشبان: “ولكن يا أليعازر، كيف لنا أن نعيش في هذا الرجاء الذي تتحدث عنه؟”
ابتسم أليعازر وقال: “بالإيمان، يا بني. بالإيمان ننال المصالحة مع الله، ونحيا في سلام معه. لقد أعطانا المسيح نعمة عظيمة، وفتح لنا باب الرجاء. فكما أن آدم جلب الموت، هكذا جاء المسيح ليجلب الحياة الأبدية.”
ثم أضاف: “لا تيأسوا من التجارب، لأنها تنتج صبرًا، والصبر يُنتج خبرة، والخبرة تنتج رجاءً. والرجاء لا يخزي، لأن محبة الله قد سُكبت في قلوبنا بالروح القدس الذي أُعطي لنا.”
استمر أليعازر في الحديث عن محبة الله التي لا تفتر، وكيف أن المسيح مات من أجلنا ونحن بعد أعداء، ليكشف عن عمق محبة الله التي لا تُقاس. وقال: “إن كنا قد صولحنا مع الله بموت ابنه، فكم بالحري نخلص بحياته الآن!”
وبينما كانت الشمس تغرب خلف الجبال، ويلوح نورها الذهبي على وجوه الحاضرين، شعر الجميع بسلام عميق يملأ قلوبهم. وعرفوا أن محبة الله هي الأساس الذي يُبنى عليه إيمانهم، وأنهم مدعوون للعيش في هذا الرجاء الذي لا يخزي.
وهكذا، تحت شجرة الزيتون، في قرية صغيرة عند سفوح الجبال، تعلم الناس أن محبة الله أقوى من الخطيئة، وأن نعمته تفوق كل إدراك. وعاشوا بعد ذلك اليوم وهم يحملون في قلوبهم رجاء الخلاص الذي أتى به المسيح، الفادي والمخلص.
—
وهكذا، كما كتب بولس في رسالته إلى أهل رومية، نتعلم أن محبة الله هي النور الذي يضيء دربنا، والرجاء الذي يعضدنا في رحلتنا الإيمانية.