في الأيام التي كان فيها داود الملك يحكم إسرائيل، حدثت حرب عظيمة بين شعب الله وأعدائهم. وكانت هذه الحرب جزءًا من الصراع الطويل بين إسرائيل والعمالقة، الذين كانوا يُعتبرون أقوياء ومخيفين في تلك الأيام. وكانت هذه الأحداث مكتوبة في سفر أخبار الأيام الأول، الإصحاح العشرين.
في ذلك الوقت، تجمّع جيش إسرائيل تحت قيادة يوآب، قائد الجيش، وخرجوا لمحاربة بني عمون وحلفائهم. وكان داود الملك قد قرر البقاء في أورشليم، بينما ذهب يوآب ورجاله ليقاتلوا. وبعد معارك شرسة، انتصر جيش إسرائيل، وعادوا إلى أورشليم حاملين معهم غنائم كثيرة من الحرب.
ولكن الحرب لم تنتهِ بعد، فقد ظهرت تحديات جديدة. ففي مدينة ربة عمون، كانت هناك عائلة من العمالقة، وكانوا يُعتبرون من أشد الأعداء خطرًا. وكان من بينهم رجل اسمه سفّي، وهو من نسل العمالقة، وكان يُعرف بقوته الهائلة وحجمه الضخم. وكان معه أخوان آخران، لحمي ويوناثان، وكانوا جميعًا من نسل العمالقة الذين كانوا يُرهبون الشعوب.
وعندما سمع داود عن هؤلاء العمالقة، قرر أن يرسل رجاله الأشداء لمواجهتهم. وكان من بين هؤلاء الرجال أبنيزاب، ابن أخت داود، وهو رجل شجاع وقوي. وقد خاض معركة شرسة ضد سفّي، العماليق. وبعد صراع طويل، تمكن أبنيزاب من قتل سفّي، وأسقطه بسيفه، مما أثار الرعب في قلوب أعداء إسرائيل.
ولم تكن هذه هي النهاية، فقد ظهر لحمي، أخو سفّي، وهو أيضًا من العمالقة. وكان معه رمح ضخم، يزن أكثر مما يستطيع أي رجل عادي حمله. ولكن الله كان مع رجال داود، فقد وقف إليحانان بن يعير أمام لحمي، وبإيمان وقوة من الله، تمكن من قتله، وأسقطه أرضًا.
وأخيرًا، ظهر يوناثان، الأخ الثالث، وكان أيضًا من نسل العمالقة. وكان يوناثان معروفًا بحكمته وقوته، ولكن الله كان مع رجال داود. فقد وقف أمامه رجل اسمه يوناثان بن شمعا، وهو ابن أخي داود، وكان شابًا شجاعًا. وبعد معركة شرسة، تمكن يوناثان بن شمعا من قتل يوناثان العماليق، وأسقطه بسيفه.
وهكذا، انتصر رجال داود على العمالقة، بفضل قوة الله وإيمانه. وكانت هذه الانتصارات علامة على أن الله كان مع شعبه، وأنه يعطيهم القوة لمواجهة أعدائهم، مهما كانوا أقوياء أو مخيفين.
وبعد هذه المعارك، عاد داود ورجاله إلى أورشليم، حاملين معهم الغنائم والأسلحة التي أخذوها من أعدائهم. وكانت هذه الأحداث تذكيرًا لشعب إسرائيل بأن الله هو الذي يقودهم في الحرب، وأنه يعطيهم النصر عندما يثقون به ويتبعون وصاياه.
وهكذا، كانت قصة داود ورجاله في مواجهة العمالقة قصة إيمان وشجاعة، تظهر أن الله قادر على أن يعطي النصر لشعبه، حتى في وجه أعتى الأعداء.