في قصة نشيد الأنشاد، نجد حوارًا مليئًا بالحب والعاطفة بين العريس والعروس، حيث يعبر كل منهما عن مشاعره تجاه الآخر. في الأصحاح السابع، نرى العريس يصف جمال عروسته بتفصيل ودقة، معبرًا عن إعجابه الشديد بها. دعونا نروي هذه القصة بتفصيل وبأسلوب سردي يعكس جمال النص الكتابي.
—
كانت الشمس تشرق بلطف على التلال الخضراء، حيث كانت العروس تمشي بين الكروم والأشجار المثمرة. الهواء كان معطرًا برائحة الأزهار، ونسيم الصباح يلاطف شعرها الأسود اللامع. كانت ترتدي ثوبًا أبيض نقيًا، يلمع تحت أشعة الشمس كالثلج النقي. خطواتها كانت رشيقة، وكأنها ترقص على إيقاع حبها للعريس.
وفي تلك اللحظة، ظهر العريس من بعيد، ينظر إليها بإعجاب شديد. كانت عيناه تلمعان بالحب والافتتان. اقترب منها بخطوات واثقة، وبدأ يتحدث بصوت ناعم لكنه مليء بالعاطفة:
“ما أجمل خطواتكِ بالنعلين، يا بنت الكريم! دائرتا فخذيكِ مثل الحلي، صنعة يدي فنان. سرّتكِ كأس مستديرة لا يعوزها شراب ممزوج. بطنكِ صبرة حنطة مسيجة بالسوسن. ثدياكِ كخشفتين، توأمي ظبية. عنقكِ كبرج من عاج. عيناكِ كبركتي حشبون عند باب بني ركيم. أنفكِ كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق. رأسكِ عليكِ مثل الكرمل، وشعر رأسكِ كأرجوان. ملكٌ مقيد بالخصل.”
كانت كلمات العريس تنساب كالنهر الهادئ، كل كلمة تعبر عن إعجابه بجمالها. كانت يصف كل جزء من جسدها بتشبيهات شعرية تعكس جمال الخليقة التي خلقها الله. سرّتها كانت كأسًا ممتلئة بالفرح، وبطنها كحقل من القمح المحاط بالزهور الجميلة. ثدياها كالظباء الرقيقة، وعنقها كبرج قوي ولكنه جميل. عيناها كانتا كالماء الصافي الذي يعكس نقاء قلبها، وأنفها كبرج شاهق يعكس قوتها وكرامتها.
ثم واصل العريس حديثه، قائلًا: “ما أجملكِ وما أحلاكِ، يا حبيبتي بين اللذات! قامتكِ هذه شبيهة بالنخلة، وثدياكِ بالعناقيد. قلت: إني أصعد إلى النخلة وأمسك بعذوقها. وتكون ثدياكِ كعناقيد الكرم، ورائحة أنفكِ كالتفاح.”
كانت العروس تستمع إلى كلمات العريس بقلب مليء بالفرح. كانت تشعر بأنها محبوبة ومقدّرة، وكأنها جوهرة ثمينة في عينيه. ابتسمت له، وعيناها تلمعان بالامتنان. ثم ردت عليه بصوت ناعم وحنون:
“لتكن رائحتي كرائحة التفاح، وتنفسي كالتفاح الطيب. حبيبي، تعالَ إلى الحديقة، لنمضي وقتًا معًا. لنأكل من الثمار الناضجة، ولنشرب من الخمر الحلو. لنستمتع بحبنا الذي هو أقوى من الموت، وأعمق من القبر.”
كانت الحديقة مليئة بالزهور والأشجار المثمرة، والهواء يعبق برائحة الورود والتفاح. العريس والعروس كانا يمشيان معًا، يتبادلان النظرات والكلمات الحلوة. كان حبهما يعكس حب الله لشعبه، حبًا نقيا وقويًا لا يتزعزع.
وفي النهاية، جلسا تحت شجرة كبيرة، حيث كانت أغصانها تظللهما من أشعة الشمس. كانت العروس تستند إلى صدر العريس، وتستمع إلى دقات قلبه. كانت تشعر بالأمان والسلام، وكأنها في أحضان محبة الله الأبدية.
هكذا كان حبهما، حبًا مقدسًا ونقيًا، يعكس جمال العلاقة بين الله وشعبه. وكانت كلمات نشيد الأنشاد تذكرنا بأن الحب الحقيقي هو هبة من الله، يجب أن نحتفظ به ونقدّره في حياتنا.
—
هذه القصة تعكس جمال نشيد الأنشاد، حيث نرى الحب بين العريس والعروس كرمز للحب بين المسيح والكنيسة. إنها تذكرنا بأن الحب الحقيقي هو هبة من الله، يجب أن نحتفظ به ونعيشه في حياتنا اليومية.