الكتاب المقدس

إسرائيل تعبد الأصنام وتحذير الرب عبر هوشع

في أيام حكم يربعام بن يوآش، ملك إسرائيل، كانت الأمة قد ابتعدت عن الرب ونسيت وصاياه. كان الشعب يعبد الأصنام ويقدم الذبائح للعجلين الذهبيين في بيت إيل ودان. وكانوا يعتقدون أن هذه الآلهة هي التي أنقذتهم من مصر، متناسين أن الرب هو الإله الحقيقي الذي أخرجهم من العبودية بيد قوية وذراع ممدودة.

وفي تلك الأيام، تكلم الرب مع النبي هوشع قائلاً: “ضع البوق على فمك! مثل نسر يأتي على بيت الرب، لأنهم قد تجاوزوا عهدي وتعدوا على شريعتي.” فرفع هوشع صوته كالبوق يحذر الشعب من العقاب القادم بسبب عصيانهم.

كان الشعب يصرخ: “إلهنا، نحن نعرفك!” ولكن الرب رأى قلوبهم المليئة بالخداع والكذب. كانوا يبنون المذابح للأصنام ويقدمون الذبائح، لكنها كانت ذبائح باطلة، لأنها لم تكن موجهة للإله الحقيقي. كانوا يزرعون الريح، فحصادهم سيكون الزوبعة. لم يكن لديهم قمح ينمو في الحقول، وإذا نما فالأجانب سيأكلونه.

كانت إسرائيل كإناء جميل لكنه بلا قيمة، لأنها كانت تعبد الأصنام. لقد صنعوا عجلاً من الذهب وقالوا: “هذا هو إلهك الذي أخرجك من مصر!” ولكن الرب كان غاضباً عليهم. لقد نسوا خالقهم واتكلوا على قوتهم الذاتية وحكمائهم. كانوا يذهبون إلى أشور طلباً للمساعدة، لكنهم كانوا يدفعون الجزية لملك أشور كعبد يشتري حريته. ولكن الرب قال: “أشور لن ينقذهم، بل سيجلب عليهم الخزي.”

كانت خطاياهم تتراكم كالغيوم السوداء في السماء، وكان الرب يرى كل شيء. لقد بنوا المذابح للخطية، ولكن هذه المذابح ستتحول إلى أماكن للعقاب. لقد كتبوا شرائع كثيرة، لكنها كانت شرائع بشرية، وليست من عند الرب. كانوا يقدمون ذبائحهم، يأكلون اللحم، ولكن الرب لا يسر بذلك. لقد نسوا أن الذبيحة الحقيقية هي القلب التائب والنفس المنسحقة.

وفي النهاية، كان الرب يقول: “سأذكر إثمهم وأعاقبهم على خطاياهم. سيعودون إلى مصر!” لأنهم رفضوا العودة إليه بقلوبهم. لقد نسوا أن الرب هو الإله الوحيد الذي يستحق العبادة، واتكلوا على قوتهم وقدرتهم العسكرية. ولكن الرب قال: “سيأتي يوم يهربون من العدو، لأنهم رفضوا أن يسمعوا لصوتي.”

وهكذا، كانت كلمة الرب التي أعلنها على لسان هوشع النبي تحذيراً قوياً لإسرائيل. لقد كانت دعوة للتوبة والعودة إلى الرب قبل فوات الأوان. ولكن الشعب كان قد أغلقت قلوبهم، وكان العقاب قادماً لا محالة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *