الكتاب المقدس

تحيات بولس لأهل روما: وحدة المؤمنين في المسيح

في مدينة روما العظيمة، حيث كانت الكنيسة الناشئة تنمو وتزدهر تحت ظل الإمبراطورية الرومانية، كتب الرسول بولس رسالة إلى المؤمنين هناك. كانت هذه الرسالة مليئة بالنصائح والتعاليم الروحية، ولكن في الإصحاح السادس عشر، تحول بولس إلى تقديم تحياته الشخصية وتوصياته لأفراد محددين في الكنيسة. دعونا ننظر إلى هذه القصة بتفاصيلها الواقعية والروحية.

كان بولس جالسًا في غرفة صغيرة مضاءة بضوء خافت من مصباح زيتي، وكتب بخط يده رسالة إلى إخوته وأخواته في روما. كان قلبه ممتلئًا بالحب والعرفان لله وللذين خدموا معه في نشر الإنجيل. بدأ بتوجيه التحيات إلى العديد من الأشخاص الذين عرفهم وعمل معهم، مظهرًا مدى تقديره لخدماتهم وإخلاصهم.

بدأ بولس بذكر فيبي، وهي شماسة من كنيسة كنخريا، التي كانت قد ساعدت الكثيرين، بما في ذلك بولس نفسه. كانت فيبي امرأة قوية في الإيمان، تعمل بجد لخدمة الآخرين، وكان بولس يوصي بها كنموذج للإخلاص والتفاني. كتب بولس: “أوصي إليكم بأختنا فيبي، التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا، لكي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين، وتقوموا لها في أي شيء احتاجته منكم، لأنها صارت مساعدة لكثيرين ولي أنا أيضًا.”

ثم تحول بولس إلى التحية إلى بريسكلا وأكيلا، الزوجين اللذين كانا يعملان معه في صناعة الخيام، ولكنهما كانا أيضًا خادمين مخلصين للرب. كانا قد خاطرا بحياتهما من أجل بولس، وكانت كنيستهما في بيتهما مكانًا للاجتماعات والتعليم. كتب بولس: “سلموا على بريسكلا وأكيلا، العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقهما من أجل حياتي، اللذين أشكرهما ليس أنا فقط، بل جميع كنائس الأمم أيضًا.”

ثم ذكر بولس إيبانيتوس، الذي كان أول من آمن بالمسيح في آسيا، وأندرونيكوس ويونياس، الذين كانا معروفين بين الرسل وكانا قد سجنا مع بولس. كتب بولس عنهم بفخر: “سلموا على إيبانيتوس، حبيبي، الذي هو باكورة آخائية للمسيح. سلموا على مريم التي تعبت لأجلنا كثيرًا. سلموا على أندرونيكوس ويونياس، نسيبيّ والمأسورين معي، اللذين هما مشهوران بين الرسل، وقد كانا في المسيح قبلي.”

كما ذكر بولس أمبلياس، الذي كان محبوبًا في الرب، وأوربانوس، العامل معه في المسيح، واستاخيس، حبيبه. كتب بولس: “سلموا على أمبلياس، حبيبي في الرب. سلموا على أوربانوس، العامل معنا في المسيح، واستاخيس، حبيبي.”

ثم تحول بولس إلى التحية إلى أبيلس، الذي كان معروفًا بإيمانه القوي، وأولئك الذين في بيت أرسطوبولس ونركيسوس، الذين كانوا في الرب. كتب بولس: “سلموا على أبيلس، المزكى في المسيح. سلموا على الذين هم من أهل أرسطوبولس. سلموا على هيروديون، نسيبي. سلموا على الذين هم من أهل نركيسوس، الذين هم في الرب.”

وأخيرًا، ذكر بولس تريفينا وتريفوسا، اللتين كانتا تعملان بجد في الرب، وبرسيس، التي كانت محبوبة جدًا وعملت كثيرًا في الرب. كتب بولس: “سلموا على تريفينا وتريفوسا، التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة، التي تعبت كثيرًا في الرب.”

كانت هذه التحيات تعكس مجتمعًا من المؤمنين المتنوعين، الذين كانوا يعملون معًا في وحدة الروح لنشر رسالة الإنجيل. كان بولس يعرف أن كل شخص في الكنيسة له دور مهم في خطة الله، وكان يشجعهم على الاستمرار في العمل بجد وإخلاص.

في نهاية الرسالة، حذر بولس المؤمنين من أولئك الذين قد يسببون الانقسامات والعثرات، ونصحهم بالحكمة والبصيرة. كتب بولس: “أطلب إليكم أيها الإخوة أن تلاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات، خلافًا للتعليم الذي تعلمتموه، وأعرضوا عنهم.”

وهكذا، كانت رسالة بولس إلى أهل روما ليست فقط تعليمية، ولكنها أيضًا شخصية ومليئة بالحب والتقدير للذين خدموا معه في الرب. كانت هذه الرسالة تذكيرًا قويًا بوحدة المؤمنين وأهمية العمل معًا في خدمة الرب.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *