في القصر الملكي الفاخر في مدينة شوشن، كانت الملكة أستير تجلس بجانب الملك أحشويروش في وليمة عظيمة أعدتها خصيصًا له ولوزيره هامان. كانت القاعة مزينة بالذهب والأحجار الكريمة، والشموع المضيئة تنشر نورًا دافئًا على الحاضرين. الملك، الذي كان يرتدي ثيابًا ملكية فاخرة، بدا مرتاحًا وسعيدًا، بينما كان هامان، الذي كان يرتدي ملابس فخمة أيضًا، يجلس بجانبه بفخر وغرور.
بدأت الوليمة، وتناول الجميع أطباقًا لذيذة من الطعام الفاخر. لكن جو المرح بدأ يتغير عندما التفت الملك إلى أستير وسألها: “ما هي طلبتك يا ملكة أستير؟ سأعطيكِ ما تريدين حتى لو كانت نصف مملكتي.”
أستير، التي كانت ترتدي ثيابًا ملكية جميلة، وقفت بوقار ونظرت إلى الملك بعيون مليئة بالحزن والقلق. ثم قالت بصوت هادئ لكنه حازم: “يا سيدي الملك، إذا كنتَ قد نلت حظوة في عينيك، وإذا رأيتَ أن الأمر حسن أمامك، فليُعطَ لي حياتي، وهذه هي طلبتي، وليُعطَ لشعبي حياتهم، وهذه هي رغبتي. لأننا قد بُعنا أنا وشعبي للهلاك والقتل والإبادة. لو كنا قد بُعنا عبيدًا وإماء لصمتت، لكن الخطر الذي يهددنا أكبر من أن يُتغاضى عنه.”
عندما سمع الملك هذه الكلمات، ارتعب وغضب. صاح قائلًا: “من هو هذا الذي تجرأ على التخطيط لمثل هذا الأمر؟ وأين هو هذا الرجل الذي ملأ قلبه بالشر ليحاول تدمير شعب ملكتي؟”
أستير، التي كانت تعلم أن هذه هي اللحظة الحاسمة، أشارت إلى هامان وقالت: “الرجل العدو والشرير هو هذا هامان الجالس هنا!”
عندها امتلأ قلب هامان بالرعب، وبدأ وجهه يتغير لونه من الخوف. نظر إلى الملك ثم إلى أستير، محاولًا أن يجد كلمات للدفاع عن نفسه، لكن الكلمات لم تخرج من فمه. الملك، الذي كان غاضبًا جدًا، نهض من مكانه وخرج إلى الحديقة ليبرد غضبه.
أما هامان، فقد أدرك أن نهايته قد اقتربت. سقط على ركبتيه أمام أستير، متوسلًا أن ترحمه. لكن الملك، عندما عاد إلى القاعة، رأى هامان منحنٍ أمام أستير، فظن أنه يحاول الاعتداء عليها. فصاح الملك: “أتحاول أن تعتدي على الملكة في بيتي؟”
في الحال، أمر الحراس بالقبض على هامان. ثم تذكر الملك أن هامان كان قد أعد خشبة لشنق مردخاي، الذي أنقذ الملك من مؤامرة سابقة. فقال الملك: “ليُشنق هامان على الخشبة التي أعدها لمردخاي!”
وهكذا، تم تنفيذ الحكم على هامان، وتم إنقاذ شعب أستير من الخطر الذي كان يهددهم. كانت هذه اللحظة انتصارًا للعدل والإيمان، حيث أظهر الله حمايته لشعبه من خلال شجاعة الملكة أستير وحكمة مردخاي.