في الأيام التي كانت فيها مملكة إسرائيل منقسمة، بعد موت سليمان الحكيم، ملك يربعام بن ناباط على عشر أسباط من إسرائيل، بينما ملك رحبعام بن سليمان على سبط يهوذا وبنيامين. وكان يربعام قد أقام عجلين من ذهب، واحدًا في بيت إيل والآخر في دان، ليمنع الشعب من الذهاب إلى أورشليم للعبادة، خوفًا من أن يعودوا إلى ولائهم لبيت داود.
وفي ذلك الوقت، مرض أبيّا بن يربعام، الابن الصغير للملك. وكان أبيّا طفلاً صالحًا، يختلف عن أبيه في قلبه المستقيم. فقلق يربعام على ابنه، وقال لزوجته: “قومي وتنكري حتى لا يعرف أحد أنك زوجة يربعام، واذهبي إلى شيلوه، حيث يوجد النبي أخيا الشيلوني، الذي تنبأ عن ملكي. خذي معك هدية من خبز وعسل وزيت، واسأليه عن مصير الصبي.”
فأخذت المرأة زوجة يربعام الخبز والعسل والزيت، وذهبت إلى شيلوه. وكان النبي أخيا قد شاخ، وعيناه قد كفَّتا عن الإبصار. ولكن الرب كلمه قائلاً: “ها زوجة يربعام قادمة لتسألك عن ابنها المريض. فقل لها كذا وكذا.”
فلما دخلت المرأة إلى بيت النبي، وكان متنكرًا، قال لها أخيا: “ادخلي يا زوجة يربعام. لماذا تتنكرين؟ أنا مرسل إليكِ بكلام قاسٍ.” ففزعت المرأة، ولكن النبي واصل كلامه: “اذهبي وقولي ليربعام: هكذا يقول الرب إله إسرائيل: قد رفعتك من بين الشعب وجعلتك رئيسًا على شعبي إسرائيل، ومزقت المملكة من بيت داود وأعطيتك إياها. ولكنك لم تسلك كما سلك داود عبدي، الذي حفظ وصاياي وسار ورائي بكل قلبه، بل عملت الشر وعملت عجولاً من ذهب، وأغضبتني وأضللت شعبي. لذلك ها أنا آتي بشر على بيت يربعام، وأقطع كل ذكر له، وأبيد بيت يربعام كما يُباد القمامة. من يموت ليربعام في المدينة تأكله الكلاب، ومن يموت في الحقل تأكله طيور السماء. لأنك أخطأت وأضللت إسرائيل.”
ثم التفت النبي إلى المرأة وقال: “أما ابنك أبيّا، فسيموت. وعندما تدخلين المدينة، سوف تلفظه المدينة نفسها، ويبكيه كل إسرائيل ويدفنونه. لأنه في أبيّا وحده وجدت في بيت يربعام شيء صالح نحو الرب.”
فخرجت المرأة من عند أخيا وعادت إلى ترصة. وعندما دخلت عتبة البيت، مات الصبي كما قال النبي. فبكى عليه كل إسرائيل ودفنوه، وكانت هذه بداية النهاية لبيت يربعام، كما تنبأ الرب.
وبعد ذلك، استمر يربعام في خطاياه، ولم يرجع عن طريقه الشرير. فأقام كهنة من عامة الشعب، وواصل عبادة الأوثان، مما جلب غضب الرب أكثر فأكثر. وهكذا كانت نبوة أخيا تتحقق شيئًا فشيئًا، حتى انتهى حكم يربعام بكارثة، كما أعلن الرب.
وهذه القصة تذكرنا بأن الله لا يغفل عن أعمال البشر، خاصة أولئك الذين يضلون شعبه عن طريق الحق. فليكن لنا عبرة في حياة يربعام، ولنحذر من أن نتبع طرقًا تبتعد عن وصايا الرب.