الكتاب المقدس

إيليا: نور الكلمة وحياة الإيمان

في البدء، كانت السماء والأرض تسبحان بمجد الله، وكما يقول المزمور 19: “السَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.” كانت السماء زرقاء صافية، تلمع فيها النجوم كأنها عيون الله التي تراقب الأرض. والشمس، تلك الكرة الذهبية المتوهجة، كانت تشرق كل صباح لتعلن بداية يوم جديد، وكأنها رسول الله إلى البشر، توزع الدفء والنور على كل من يسكن الأرض.

وفي قرية صغيرة عند سفح جبل، كان هناك رجل اسمه إيليا، يعيش مع عائلته في بيت بسيط مبني من الحجارة والطين. كان إيليا رجلاً تقياً، يحب الله ويخشاه، وكان كل صباح يخرج إلى الحقل ليعمل في زراعة الأرض. وفي إحدى الأيام، بينما كان إيليا يعمل تحت أشعة الشمس الدافئة، رفع عينيه إلى السماء ورأى الشمس تلمع بقوة، فتمتم قائلاً: “يا رب، كم أنت عظيم! الشمس التي ترسلها إلينا كل يوم هي دليل على حبك لنا، فهي تنير طريقنا وتدفئ قلوبنا.”

وفي الليل، عندما كانت السماء تكتسي بوشاح من الظلام، كان إيليا يجلس مع عائلته خارج البيت، وينظر إلى النجوم المتلألئة. كان يعلم أن كل نجم هو جزء من خليقة الله العظيمة، وكما يقول المزمور: “لَيْسَ مَنْطِقٌ وَلاَ كَلاَمٌ. لاَ تُسْمَعُ أَصْوَاتُهُمْ.” فكان إيليا يشعر بالسلام والرهبة في نفس الوقت، لأنه كان يعلم أن الله يتكلم من خلال خلقه، حتى وإن كانت الكلمات غير مسموعة.

وفي أحد الأيام، بينما كان إيليا يسير في الحقل، وجد لفافة من الجلد ملقاة على الأرض. وعندما فتحها، اكتشف أنها تحتوي على كلمات من المزمور 19. بدأ يقرأ: “شَرِيعَةُ الرَّبِّ كَامِلَةٌ، تَرُدُّ النَّفْسَ. وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، تُفَرِّحُ الْقَلْبَ.” شعر إيليا بأن هذه الكلمات كانت موجهة إليه شخصياً، فقرر أن يدرسها ويتأمل فيها.

ومنذ ذلك اليوم، بدأ إيليا يدرس كلمة الله بجدية. كان يعلم أن الشريعة التي أعطاها الله لشعبه هي نور لطريقه، وكما يقول المزمور: “وَصِيَّةُ الرَّبِّ طَاهِرَةٌ، تُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ.” فكان يقرأ الكتب المقدسة كل يوم، ويحاول أن يعيش بحسب وصايا الله.

وفي إحدى الليالي، بينما كان إيليا يتأمل في كلمة الله، سمع صوتاً هادئاً يقول: “إيليا، أنت عبدي الأمين. كلمتي هي نور لطريقك، وهي التي ستقودك إلى الحياة الأبدية.” شعر إيليا بالسلام يملأ قلبه، وعلم أن الله كان يتكلم إليه من خلال كلمته.

ومنذ ذلك اليوم، أصبح إيليا أكثر التزاماً بحياة التقوى. كان يعلم أن كلمة الله هي التي تعطيه الحكمة والفهم، وكما يقول المزمور: “خَوْفُ الرَّبِّ طَاهِرٌ، ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ، عَادِلَةٌ كُلُّهَا.” فكان يعيش بحسب وصايا الله، ويحاول أن يكون مثالاً يحتذى به في القرية.

وفي النهاية، عندما جاء وقت رحيل إيليا من هذا العالم، كان يعلم أنه سيكون مع الله في السماء. فقد عاش حياة مليئة بالإيمان والطاعة، وكان يعلم أن كلمة الله هي التي قادته إلى طريق الخلاص. وكما يقول المزمور: “لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي.” فكان إيليا يعلم أن الله كان معه في كل خطوة من خطوات حياته، وأن كلمته كانت نوراً لطريقه حتى النهاية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *