الكتاب المقدس

يشوع يقود شعب إسرائيل إلى أرض الموعد

في البدء، بعد أن رقد موسى، عبد الرب، قام يشوع بن نون، خادم موسى، ليقود شعب إسرائيل. وكان الرب قد وعد موسى بأن يشوع سيكون القائد الجديد الذي سيأخذ الشعب إلى أرض الموعد. وفي تلك الأيام، كان يشوع جالسًا عند ضفة نهر الأردن، يفكر في المسؤولية العظيمة التي ألقيت على عاتقه. كانت الشمس تشرق بلون ذهبي على المياه، وكأنها تلمح إلى بركة الرب التي ستكون معه.

وفي صباح أحد الأيام، بينما كان يشوع يتأمل في وصايا الرب، ظهر له ملاك الرب في رؤيا. قال الملاك: “يا يشوع بن نون، قم واعبر هذا الأردن، أنت وكل هذا الشعب، إلى الأرض التي أنا معطيها لهم، لبني إسرائيل.” كانت كلمات الملاك قوية وواضحة، كصوت الرعد في السماء. ثم تابع الملاك: “كل مكان تدوسه بطون أقدامكم، أعطيته لكم، كما كلمت موسى.”

كان يشوع يعلم أن هذه الأرض كانت الأرض التي وعد الله بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب. كانت أرضًا تفيض لبنًا وعسلًا، ولكنها أيضًا كانت مليئة بالتحديات. كان هناك شعوب قوية ومدن محصنة، وكان يشوع يعلم أن النصر لن يأتي إلا بمعونة الرب.

ثم تابع الملاك: “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك، وحينئذ تفلح.” كانت هذه الكلمات تذكيرًا قويًا ليشوع بأن النجاح سيكون مرتبطًا باتباع كلمة الرب بكل دقة وإخلاص.

وبعد أن اختفت الرؤيا، شعر يشوع بقوة جديدة تملأ قلبه. قام وجمع شيوخ إسرائيل وقادة الأسباط. وقف أمامهم بثبات، وقال: “استعدوا، لأننا سنعبر الأردن بعد ثلاثة أيام إلى الأرض التي أعطانا إياها الرب إلهنا.” كانت كلماته مليئة بالإيمان واليقين، وكأنها صدى لصوت الرب نفسه.

وفي تلك الأيام، أرسل يشوع جاسوسين إلى أريحا، المدينة المحصنة التي كانت تقع على حدود أرض الموعد. قال لهم: “اذهبوا وتجسسوا الأرض، ولا سيما أريحا.” وكان يشوع يعلم أن هذه الخطوة كانت ضرورية لفهم طبيعة العدو الذي سيواجهونه.

وبينما كان الجاسوسان في طريقهما، كان يشوع يعود إلى خيمته ليصلي. كان يسكب قلبه أمام الرب، طالبًا الحكمة والقوة. وفي صلاته، تذكر كلمات الرب: “أما أمرتك؟ تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب.”

وفي اليوم الثالث، تجمع الشعب عند ضفة الأردن. كان النهر يفيض في ذلك الوقت من السنة، وكانت المياه تغطي ضفتيه. ولكن يشوع، بإيمانه الراسخ، أمر الكهنة بحمل تابوت العهد والتقدم أمام الشعب. وعندما لامست أقدام الكهنة مياه الأردن، توقفت المياه من الأعلى، ووقف الشعب على اليابسة في وسط النهر، حتى عبر كل الشعب إلى الضفة الأخرى.

وهكذا، بدأت رحلة جديدة لشعب إسرائيل تحت قيادة يشوع. كانت الرحلة مليئة بالتحديات، ولكنها كانت أيضًا مليئة بوعود الله الصادقة. وكان يشوع يعلم أن النصر سيكون لهم، لأن الرب إلههم كان معهم في كل خطوة يخطونها.

وفي كل يوم، كان يشوع يذكر الشعب بكلمات الرب: “تشددوا وتشجعوا، لأنكم ستمتلكون الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يعطيكم إياها.” وكانت هذه الكلمات بمثابة شعلة نور في ظلام التحديات، تذكرهم بأن الله الأمين سيكون معهم حتى النهاية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *