الكتاب المقدس

بولس يبشر بالحياة الجديدة في المسيح لروما

في قديم الزمان، في مدينة روما العظيمة، كان هناك رجلٌ يُدعى بولس، رسولٌ اختاره الرب ليسير بين الأمم ويبشر بالإنجيل. وفي يومٍ من الأيام، بينما كان بولس يجلس في سجنه، مُلهمًا بالروح القدس، كتب رسالةً إلى المؤمنين في روما، يشرح لهم فيها عمق نعمة الله وكيفية عيش حياةٍ جديدة في المسيح.

بدأ بولس حديثه قائلًا: “أيها الإخوة الأحباء، هل تعلمون أننا عندما اعتمدنا في المسيح يسوع، اعتمدنا لموته؟ لقد دُفنَّا معه بالمعمودية للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيضًا في جدة الحياة.”

ثم تابع بولس كلامه بصوتٍ مليءٍ بالحكمة والسلطان: “لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته، نصير أيضًا بقيامته. عالمين هذا: أن إنساننا العتيق قد صُلب معه، لِيُبطل جسد الخطية، كي لا نعود نُستعبد أيضًا للخطية. لأن الذي مات قد تبرأ من الخطية.”

وتوقف بولس للحظة، وكأنه يسمح لكلماته أن تترسخ في قلوب المؤمنين، ثم واصل: “فإن كنا قد متنا مع المسيح، نؤمن أننا سنحيا أيضًا معه. عالمين أن المسيح، بعدما أُقيم من الأموات، لا يموت أيضًا. لا يسود عليه الموت بعد. لأن الموت الذي ماته، ماته للخطية مرةً واحدةً، والحياة التي يحياها، يحياها لله.”

ثم رفع بولس صوته كمن ينادي بشيءٍ عظيم: “كذلك أنتم أيضًا، احسبوا أنفسكم أمواتًا عن الخطية، ولكن أحياءً لله بالمسيح يسوع ربنا. فلا تملكنَّ الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواته. ولا تقدموا أعضاءكم آلات إثم للخطية، بل قدموا ذواتكم لله، كأحياء من الأموات، وأعضاءكم آلات بر لله.”

وتأمل بولس في كلمات الرب، ثم أضاف: “لأن الخطية لن تسود عليكم، إذ لستم تحت الناموس بل تحت النعمة. فماذا إذن؟ أنخطئ لأننا لسنا تحت الناموس بل تحت النعمة؟ حاشا!”

ثم شرح بولس بعمقٍ أكبر: “ألستم تعلمون أن الذي تقدمون ذواتكم له عبيدًا للطاعة، أنتم عبيد للذي تطيعونه، إما للخطية للموت، أو للطاعة للبر؟ ولكن شكرًا لله، أنكم كنتم عبيدًا للخطية، ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها. وإذ أعتقتم من الخطية، صرتم عبيدًا للبر.”

وتوقف بولس مرة أخرى، وكأنه يريد أن يتأكد من أن المؤمنين يفهمون عمق ما يقوله، ثم واصل: “أتكلم بإنسانية من أجل ضعف جسدكم. لأنه كما قدمتم أعضاءكم عبيدًا للنجاسة والإثم للإثم، هكذا الآن قدموا أعضاءكم عبيدًا للبر للقداسة. لأنه حين كنتم عبيدًا للخطية، كنتم أحرارًا من البر. فأي ثمرٍ كان لكم حينئذٍ من الأمور التي تستحون بها الآن؟ لأن نهاية تلك الأمور هي الموت. وأما الآن، إذ أعتقتم من الخطية، وصرتم عبيدًا لله، فلكم ثمركم للقداسة، والنهاية حياة أبدية.”

وختم بولس رسالته بقوةٍ وإيمانٍ عظيمين: “لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا.”

وهكذا، ترك بولس المؤمنين في روما مع كلماتٍ تحمل في طياتها قوة التحول من الموت إلى الحياة، ومن العبودية للخطية إلى الحرية في المسيح. كانت هذه الرسالة تذكيرًا لهم بأنهم، من خلال الإيمان بيسوع المسيح، قد صاروا جزءًا من قصة الله العظيمة، قصة الفداء والحياة الجديدة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *