في الأيام التي قاد فيها موسى شعب إسرائيل عبر البرية، توقفوا عند سفح جبل سيناء ليسمعوا كلام الرب. وكان الرب يتحدث إليهم من خلال موسى، معلمًا إياهم وصاياه وفرائضه. وفي ذلك اليوم، تلا موسى على الشعب ما أوحى به الرب إليه في سفر التثنية، الإصحاح الرابع عشر. وكانت كلمات الرب واضحة ومفصلة، تهدف إلى توجيه الشعب في طريق القداسة والطاعة.
بدأ موسى كلامه قائلًا: “اسمعوا يا بني إسرائيل، أنتم أبناء للرب إلهكم. لا تشقوا أجسادكم ولا تحلقوا رؤوسكم لأجل ميت، لأنكم شعب مقدس للرب إلهكم، وقد اختاركم الرب ليكونوا له شعبًا خاصًا من بين جميع الشعوب التي على وجه الأرض.”
ثم تابع موسى كلام الرب، قائلًا: “لا تأكلوا شيئًا رجسًا. هذه هي الحيوانات التي تأكلونها: البقر والغنم والماعز، والأيل والظبي والوعل والثيتل والكبش والوعل البري. وكل حيوان من الحيوانات التي تشق ظلفًا وتقسمه ظلفين وتمجّج، فكلها تأكلونها. ولكن لا تأكلوا الجمل ولا الأرنب ولا الوبر، لأنها تمجّج ولكنها لا تشق ظلفًا، فهي نجسة لكم. والخنزير أيضًا، لأنه يشق ظلفًا ولكن لا يمجّج، فهو نجس لكم. لا تأكلوا لحمها ولا تلمسوا جثثها.”
ثم أضاف موسى: “وأما ما يتعلق بالسمك، فكل ما له زعانف وحراشف تأكلونه. ولكن كل ما ليس له زعانف وحراشف فلا تأكلوه، فهو نجس لكم.”
وتحدث موسى أيضًا عن الطيور، فقال: “ولا تأكلوا من الطيور النجسة مثل النسر والنسر الأسود والرخمة، والعقاب والحدأة على اختلاف أنواعها، والغراب على اختلاف أنواعه، والنعامة والبومة والغاق واللقلق، والبطّة على اختلاف أنواعها، والخفاش. كل هذه الطيور نجسة لكم ولا تأكلوها.”
ثم تابع موسى كلام الرب، قائلًا: “كل دابة طاهرة تأكلونها. ولكن لا تأكلوا شيئًا مما مات من نفسه، بل تعطونه للغريب الذي في أبوابك فيأكله، أو تبيعه لأجنبي، لأنك شعب مقدس للرب إلهك.”
وأضاف موسى: “ولا تطبخ جدياً بلبن أمه.”
ثم انتقل موسى إلى الحديث عن العشور، فقال: “عشر كل محصول زراعتك مما يخرج من الحقل سنة فسنة. وتأكل أمام الرب إلهك في المكان الذي يختاره الرب لسكن اسمه فيه، عشر حنطتك وخمرك وزيتك، وأبكار بقرك وغنمك، لكي تتعلم أن تتقي الرب إلهك كل الأيام. وإذا كان الطريق بعيدًا عليك، حتى لا تستطيع أن تحمله، لأن المكان الذي يختاره الرب إلهك ليضع اسمه فيه بعيد عنك، فباعه بفضة وخذ الفضة بيدك واذهب إلى المكان الذي يختاره الرب إلهك. واشترِ بكل ما تشتهي نفسك من البقر والغنم والخمر والمسكر، وكل ما تطلبه نفسك، وكل هناك أمام الرب إلهك وافرح أنت وبيتك. ولا تنسَ اللاوي الذي في أبوابك، لأنه ليس له نصيب ولا ميراث معك.”
وهكذا، استمع الشعب إلى كلام الرب من خلال موسى، وعرفوا أن الرب يريدهم أن يكونوا شعبًا مقدسًا، متميزًا عن الشعوب الأخرى بطاعة وصاياه وفرائضه. وكانت هذه الوصايا تهدف إلى تذكيرهم بأنهم شعب مختار، وأن عليهم أن يعيشوا بحسب مشيئة الرب، مقدسين أنفسهم له في كل ما يفعلون.
وفي تلك الأيام، كان الشعب يعيش في خيمة الاجتماع، حيث كان الرب يتحدث إليهم من خلال موسى. وكانت كل هذه الوصايا تهدف إلى توجيههم في طريق البر والقداسة، حتى يكونوا شعبًا مقبولًا لدى الرب، ويباركهم في كل أعمالهم.
