في الأيام التي أعقبت دخول بني إسرائيل إلى أرض الموعد، كان يشوع بن نون قائدًا عظيمًا، يقود الشعب بقوة الرب وإرشاده. وكانت الأرض التي وعد الله بها إبراهيم وإسحاق ويعقوب قد أصبحت تحت أقدامهم، لكنها لم تكن خالية من التحديات. فقد كانت مملوءة بممالك قوية وملوك أشداء، كانوا يحكمون مدنًا حصينة وجيوشًا جرارة. ولكن الرب كان مع يشوع وشعب إسرائيل، وأعطاهم النصر تلو النصر.
في ذلك الوقت، جمع يشوع كل شيوخ إسرائيل وقادتهم، ووقف أمامهم ليذكرهم بكل ما فعله الرب من أجلهم. قال لهم: “انظروا إلى ما أعطانا الرب! لقد أعطانا هذه الأرض، أرض تفيض لبنًا وعسلًا، ولكنها كانت محتلة من قبل ملوك أقوياء. واليوم، أريد أن أذكركم بكل الملوك الذين هزمناهم، شرق الأردن وغربها، بقيادة الرب القدير.”
ثم بدأ يشوع بسرد قائمة الملوك الذين هزمهم بنو إسرائيل تحت قيادته وقبله تحت قيادة موسى، خادم الرب. قال: “أولًا، هناك سيحون ملك الأموريين، الذي كان يسكن في حشبون. لقد كان ملكًا قويًا، يحكم من أروعع إلى نهر أرنون، ومن وادي الأردن إلى بحر الجليل. ولكن الرب سلّمه في أيدينا، وهزمنا هو وشعبه، وأخذنا أرضه.”
ثم تابع يشوع: “وبعد ذلك، هزمنا عوج ملك باشان، الذي كان من بقايا العمالقة. كان عوج ملكًا مخيفًا، يسكن في عشتروت وأذرعي، وكان سريره من حديد، طوله تسع أذرع وعرضه أربع أذرع. ولكن الرب أعطانا النصر عليه، وأخذنا مملكته أيضًا.”
ثم انتقل يشوع إلى ذكر الملوك الذين هزمهم غرب الأردن. قال: “في أريحا، المدينة المحصنة، كان هناك ملك قوي، ولكن بأمر الرب، سقطت أسوارها، وأخذنا المدينة. ثم جاء ملك عاي، الذي خدعنا في البداية، ولكن بعد أن طهرنا أنفسنا من الخطية، أعطانا الرب النصر عليه. وهكذا استمرت الانتصارات: ملك أورشليم، ملك حبرون، ملك يرموت، ملك لخيش، ملك جازر، ملك دبير، ملك جدر، ملك عراد، ملك لبنة، ملك عدلام، ملك مقيدة، ملك بيت إيل، ملك تفوح، ملك حافر، ملك أفيق، ملك لاشارون، ملك مادون، ملك حاصور، ملك شميرون، ملك أكشاف، ملك تعنك، ملك مجدو، ملك قادش، ملك يرقعام في الكرمل، ملك دور في مرتفعات دور، ملك الأمم في جلبوع، وملك صور. كل هؤلاء الملوك، واحدًا تلو الآخر، سلمهم الرب في أيدينا.”
كان يشوع يتحدث بفخر، ليس بقوته، بل بقوة الرب الذي قادهم. قال: “لم يكن النصر بقوتنا أو بسيوفنا، بل بيد الرب القدير. لقد وعد آباءنا بهذه الأرض، واليوم نراها بأعيننا. كل مدينة، كل ملك، كل جيش، سقطوا أمامنا لأن الرب كان يقاتل عنا.”
ثم ختم يشوع كلامه بتذكير الشعب بمسؤوليتهم الجديدة. قال: “الآن، وقد أعطانا الرب هذه الأرض، علينا أن نعيش فيها بتقوى وطاعة. علينا أن نخدم الرب بإخلاص، وأن نحفظ وصاياه، لأنه هو الذي أعطانا النصر وهو الذي سيحمينا إذا سرنا في طريقه.”
فاستجاب الشعب بصوت واحد: “نحن نعبد الرب إلهنا، ونسمع لصوته. هو إلهنا، وهو الذي أعطانا هذه الأرض.”
وهكذا، كانت تلك الأيام أيام انتصارات عظيمة، أيامًا تذكر فيها شعب إسرائيل دائمًا أن النصر ليس بقوتهم، بل بقوة الرب الذي وعد وحقق. وكان يشوع، خادم الرب، يقودهم بكل حكمة وإيمان، حتى يستقر الشعب في الأرض التي أعطاهم إياها الرب.