في يوم من الأيام، في زمن قديم، كان هناك رجل يُدعى دواغ الأدومي، وكان معروفًا بقلبه الشرير وفمه الممتلئ بالكذب والخداع. كان دواغ يعيش في مدينة مزدهرة، حيث كان الناس يعملون بجد ويعبدون الله بقلوب صادقة. لكن دواغ، بدلًا من أن يسير في طريق البر، اختار أن يسير في طريق الشر، متكلًا على غناه وقوته بدلًا من الاتكال على الله.
كان دواغ يفتخر بشروره، ويقول في قلبه: “لن أتزعزع، لأنني قوي وغني، ولن يحتاج أحد إلى مساعدتي.” كان يظن أن المال والقوة هما اللذان سيضمنان له الأمان والسعادة. لكن قلبه كان مليئًا بالكبرياء والغرور، ولم يكن يعرف أن الله يراقب كل أفعاله.
في أحد الأيام، قرر دواغ أن يخون صديقًا له، رجلًا تقيًا يدعى يوناثان. كان يوناثان رجلًا بارًا، يحب الله ويطيع وصاياه. لكن دواغ، بدلًا من أن يحترم صداقتهما، اختار أن يخونه ويبيع معلومات عنه لأعدائه مقابل المال. كان دواغ يعتقد أن خيانته لن تُكتشف، وأنه سيستفيد من هذا العمل الشرير.
لكن الله، الذي يراقب كل شيء، رأى ما فعله دواغ. ورغم أن دواغ كان يظن أنه قوي ولا يُهزم، إلا أن الله كان يعلم أن قوته ليست سوى وهم. فكتب داود النبي، الذي كان صديقًا ليوناثان، مزمورًا يتحدث فيه عن دواغ وأفعاله الشريرة. قال داود في المزمور: “لماذا تفتخر بالشر أيها الجبار؟ رحمة الله ثابتة إلى الأبد. لسانك يفكر في المكائد، مثل المحدلة الحادة التي تعمل بالغش.”
كان داود يعلم أن دواغ سيُدان بسبب أفعاله، وأن الله سينتقم له. فتابع داود قائلًا: “سيقتلعك الله ويستأصلك من مسكنك، ويجتثك من أرض الأحياء.” كان داود واثقًا من أن الله لن يترك الشرير يفلت من العقاب، وأن دواغ سينال جزاءه في الوقت المناسب.
وبالفعل، بعد فترة من الزمن، بدأت الأمور تتغير لدواغ. فبينما كان يظن أنه في أمان، بدأت ثروته تتبخر، وقوته تضعف. الناس الذين كانوا يخافونه ويطيعونه بدأوا يبتعدون عنه، وعرفوا حقيقته. وفي النهاية، وجد دواغ نفسه وحيدًا، بدون أصدقاء أو عائلة، وبدون المال الذي كان يفتخر به.
وفي تلك الأثناء، كان داود والذين يخافون الله يعيشون في سلام واطمئنان. قال داود: “أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله. اتكلت على رحمة الله إلى الأبد وإلى الدهر.” كان داود يعلم أن الاتكال على الله هو الطريق الحقيقي للأمان والسعادة، وليس المال أو القوة.
وهكذا، انتهت قصة دواغ الأدومي، الذي اختار أن يسير في طريق الشر والكبرياء، بينما اختار داود والذين يخافون الله أن يسيروا في طريق البر والاتكال على الله. وعلم الجميع أن الله هو الذي يحكم بالعدل، وأنه لا يترك الشرير يفلت من العقاب.
فليكن هذا درسًا لنا جميعًا، أن نختار طريق البر والاتكال على الله، لأنه هو الطريق الوحيد الذي يقود إلى الحياة الحقيقية والأبدية.