الكتاب المقدس

ألياقيم: شهادة إيمان وخلاص في أرض يهوذا

في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل تقي يدعى ألياقيم. كان ألياقيم يعيش في قرية صغيرة عند سفوح الجبال، حيث كان يعمل في زراعة الكروم وتربية الأغنام. كان معروفًا بين أهل قريته بتقواه وحبه للرب. كل صباح، كان يرفع صوته بالشكر والتسبيح، وكل مساء، كان يسجد أمام الرب طالبًا الحماية والبركة.

في أحد الأيام، بينما كان ألياقيم يسير في حقله، شعر بتعب شديد وألم في قلبه. سقط على الأرض وهو يشعر بأن الحياة تنسحب منه. في تلك اللحظة، رفع عينيه نحو السماء وصاح: “يا رب، أنقذني! لا تدعني أهلك هنا وحيدًا!” وكانت صرخته مليئة بالإيمان والرجاء.

وفجأة، شعر بلمسة حانية تمسح على جبينه، وسمع صوتًا هادئًا يقول: “لا تخف، لأني معك. أنا الرب إلهك، الذي يمسك بيمينه القوية.” نهض ألياقيم من مكانه، وشعر بقوة جديدة تملأ جسده. كان قلبه ممتلئًا بالامتنان والحمد للرب الذي أنقذه من الموت.

عاد ألياقيم إلى قريته، وأخبر الجميع بما حدث له. قال لهم: “أحب الرب، لأنه سمع صوتي وصراخي. ملأ قلبي بالفرح، وأنقذني من الظلمة.” ومنذ ذلك اليوم، كان ألياقيم يقدم الشكر للرب في كل وقت، ويقول: “كيف أجازي الرب عن كل حسناته نحوي؟ أرفع كأس الخلاص، وأدعو باسم الرب.”

كان ألياقيم يعلم أن الرب قد كسر قيوده وأنقذه من الموت، فقرر أن يعيش حياته كلها في خدمة الرب. كان يذهب إلى الهيكل في أورشليم كل عام، ويقدم ذبائح الشكر، ويصلي من أجل كل الذين يحبونه. وكان يقول: “يا رب، أنا عبدك، ابن أمتك التي حررتها. أنا عبدك المخلص، وقد حللت قيودي.”

وفي إحدى الليالي، بينما كان ألياقيم يصلي في حقل الكروم، رأى رؤية عجيبة. رأى ملاك الرب واقفًا أمامه، وقال له: “لا تخف، يا ألياقيم، لأن الرب قد سمع صلاتك. سوف تعيش لترى بركاته العظيمة، وسوف تكون شاهدًا لمحبته ورحمته.”

ومنذ تلك الليلة، كان ألياقيم يروي قصة خلاصه لكل من يقابله. كان يقول: “الرب رحيم وعادل، وإلهنا رؤوف. يحفظ البسطاء، وكنت منحطًا فخلصني. ارجعي يا نفسي إلى راحتك، لأن الرب قد أحسن إليك.”

وعاش ألياقيم حياة طويلة مليئة بالبركات، وكان دائمًا يذكر قول المزمور: “أحب الرب، لأنه سمع صوتي وصراخي. لأنه أمال أذنه لي، ففي أيامي أدعوه.” وكانت حياته شهادة حية لمحبة الرب ورحمته، حتى يوم وفاته، حيث رقد بسلام في الرب، وهو يعلم أن الله قد أنقذه من الموت وجعله وارثًا للحياة الأبدية.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *