الكتاب المقدس

رؤية حزقيال لتقسيم الأرض المقدسة

في الأيام الأخيرة، عندما كانت كلمة الرب تتنزل على النبي حزقيال، أوحى الله إليه برؤية مفصلة عن تقسيم الأرض المقدسة بين أسباط إسرائيل الاثني عشر. كانت هذه الرؤية مليئة بالتفاصيل العميقة التي تعكس عدل الله وحكمته في توزيع الميراث بين شعبه.

بدأت الرؤية بوصف حدود الأرض المقدسة، التي كانت تمتد من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. كانت الأرض مقسمة إلى أجزاء متساوية، لكل سبط جزء محدد ومخصص. وكانت هذه الأقسام مرتبة بدقة، تعكس النظام الإلهي الذي لا يخطئ.

في وسط الأرض، كان هناك قسم خاص للرب، يُعرف باسم “القسم المقدس”. هذا القسم كان مربع الشكل، طوله وعرضه متساويان، وكان مخصصًا للهيكل والكهنة واللاويين الذين يخدمون في بيت الرب. كان الهيكل في وسط هذا القسم، وهو مكان مقدس حيث يسكن مجد الرب. كان الهيكل مبنيًا بحجارة مصقولة، تلمع تحت أشعة الشمس، وكانت أبوابه من خشب الأرز المنحوت بدقة، مزينة بزخارف ذهبية تلمع كالنار.

حول القسم المقدس، كانت هناك أقسام للأسباط الأخرى. كل سبط كان له جزء محدد، وكانت هذه الأقسام مرتبة من الشمال إلى الجنوب. في الشمال، كان هناك قسم لسبط دان، ثم لسبط أشير، ثم لسبط نفتالي. وفي الجنوب، كان هناك قسم لسبط شمعون، ثم لسبط يساكر، ثم لسبط زبولون. وكانت هذه الأقسام متساوية في الحجم، تعكس عدل الله في توزيع الميراث.

في وسط هذه الأقسام، كان هناك قسم خاص للأمير، الذي كان يمثل السلطة الزمنية في الأرض المقدسة. كان هذا القسم يقع بين القسم المقدس وأقسام الأسباط، وكان يمتد من الشرق إلى الغرب. كان الأمير مسؤولًا عن إدارة الأرض وحماية الشعب، وكان عليه أن يعيش بحسب شريعة الرب، ويحكم بالعدل والرحمة.

كانت الأرض المقدسة خصبة ومليئة بالخيرات. كانت الأنهار تتدفق من تحت الهيكل، محولة الأرض إلى جنة خضراء. كانت الأشجار المثمرة تنمو على ضفاف الأنهار، تعطي ثمارها في كل فصل. وكانت الحقول مليئة بالقمح والشعير، والكروم تعطي عنبًا حلوًا. كانت الأرض تفيض بالبركة، لأنها كانت تحت حماية الرب.

كان الشعب يعيش في سلام ووفرة، لأنهم كانوا يعيشون بحسب شريعة الرب. كانوا يجتمعون في الهيكل للعبادة والشكر، وكانت قلوبهم مليئة بالفرح والامتنان. كان الكهنة واللاويون يخدمون في الهيكل، ويقدمون الذبائح والقرابين للرب، طالبين الغفران والبركة للشعب.

في هذه الأرض المقدسة، كان الجميع متساوين أمام الله. لم يكن هناك ظلم أو فقر، لأن كل واحد كان يأخذ نصيبه بحسب حاجة أسرته. وكان الشعب يعيش في وحدة ومحبة، لأنهم كانوا يعرفون أنهم أبناء إله واحد، وأنهم جميعًا جزء من عائلة واحدة.

وهكذا، كانت رؤية حزقيال تقدم صورة مثالية للأرض المقدسة، حيث يسود العدل والسلام، ويعيش الشعب في بركة الله. كانت هذه الرؤية تذكيرًا للشعب بأن الله هو مصدر كل خير، وأنه يدعوهم إلى العيش بحسب إرادته، ليعيشوا في بركة وسلام.

وفي النهاية، كان حزقيال يعلن أن هذه الرؤية ستتحقق في الأيام الأخيرة، عندما يعود الرب ليجمع شعبه من كل الأمم، ويعيد بناء الهيكل، ويجعل الأرض كلها مقدسة. وكانت هذه الرؤية تبعث الأمل في قلوب الشعب، وتذكرهم بأن الله أمين لوعوده، وأنه سيعيد كل شيء إلى حالته المثالية في الوقت المحدد.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *