الكتاب المقدس

توبة كنيسة لاودكية: من الغنى المادي إلى الغنى الروحي

في مدينة عظيمة تدعى لاودكية، كانت هناك كنيسة تقع في قلب المدينة، لكنها لم تكن كنيسة عادية. كانت كنيسة لاودكية كنيسة غنية مادياً، لكنها كانت فقيرة روحياً. كان أهلها يعيشون في راحة ورفاهية، لكن قلوبهم كانت بعيدة عن الله. وفي يوم من الأيام، بينما كان المؤمنون يجتمعون للصلاة، ظهر لهم ملاك الرب وحمل رسالة من يسوع المسيح نفسه.

بدأ الملاك يتكلم بصوت عظيم، قائلاً: “هذا ما يقوله الآمين، الشاهد الأمين الصادق، بداءة خليقة الله.” كان صوته كالرعد، يهز أركان الكنيسة، ويوقظ قلوب النائمين. ثم استمر قائلاً: “أنتم تقولون: إني غني وقد استغنيت، ولا حاجة لي إلى شيء. ولكنكم لا تعلمون أنكم أنتم المساكين والبؤساء والفقراء والعميان والعُراة.”

كانت الكلمات كالسيف الحاد، تخترق قلوب الحاضرين. لقد اعتقدوا أنهم أغنياء بفضل ثرواتهم الأرضية، لكنهم لم يدركوا أنهم فقراء روحياً. كانوا يعيشون في وهم العظمة، بينما كانوا بعيدين عن نعمة الله.

ثم تابع الملاك قائلاً: “أنصحك أن تشتري مني ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني، وثياباً بيضاء لكي تلبس، فلا يظهر خزي عريتك، وكحلاً لعينيك لكي تبصر.” كانت هذه النصيحة بمثابة دعوة للتوبة والرجوع إلى الله. الذهب المصفى بالنار يمثل الإيمان الحقيقي الذي يختبره الله، والثياب البيضاء ترمز إلى البر الذي يمنحه المسيح، والكحل يمثل الرؤية الروحية التي تفتح العيون على حقائق الله.

ثم أضاف الملاك: “إن كل من أحببته أوبخه وأؤدبه. فكن غيوراً وتب.” كانت هذه الكلمات تذكيراً بمحبة الله التي لا تتوقف. إن تأديب الرب هو علامة على محبته، فهو يريد أن يردنا إلى الطريق المستقيم حتى ننال الحياة الأبدية.

وأخيراً، قال الملاك: “ها أنا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي.” كانت هذه الدعوة شخصية ومباشرة. يسوع يقف على باب قلوبنا، يقرع ويطلب الدخول. إن فتحنا له، فإنه يدخل ويشاركنا حياتنا، ويعطينا السلام والفرح الذي لا يُعبر عنه.

عندما انتهى الملاك من كلامه، شعر المؤمنون بثقل الكلمات التي سمعوها. لقد أدركوا أنهم بحاجة إلى التغيير، إلى التوبة، إلى العودة إلى الله. بدأوا يصلون بقلوب منكسرة، طالبين من الرب أن يغفر لهم ويجددهم.

ومن ذلك اليوم، تغيرت كنيسة لاودكية. لقد تخلوا عن غرورهم وثرواتهم الأرضية، وبدأوا يبحثون عن الغنى الحقيقي الذي يأتي من الإيمان بالمسيح. لقد ارتدوا ثياب البر، وفتحوا أعينهم على حقائق الله، ودعوا يسوع ليدخل قلوبهم ويقود حياتهم.

وهكذا، أصبحت كنيسة لاودكية مثالاً للتوبة والتجديد. لقد تعلموا أن الغنى الحقيقي ليس في المال أو الممتلكات، بل في العلاقة الحية مع الله. وعندما فتحوا قلوبهم للمسيح، وجدوا الفرح والسلام الذي لا يُقدر بثمن.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *