الكتاب المقدس

قصة الملك آسا وانتصاره بقوة الرب

في الأيام التي كانت فيها مملكة يهوذا تحت حكم آسا بن أبيام، حدثت أمور عظيمة تُظهر قوة الله وبركاته على أولئك الذين يسيرون في طريقه. كان آسا ملكًا صالحًا في عيني الرب، فقد عمل ما هو مستقيم وحسن أمام الله. ففي السنة العاشرة من حكمه، قرر آسا أن يُصلح طرق شعبه ويعيدهم إلى عبادة الرب الإله الحقيقي.

كانت الأرض هادئة نسبيًا في بداية حكم آسا، إذ لم تكن هناك حروب كبيرة. فاستغل آسا هذه الفترة ليقوّي مملكته ويبني المدن المحصنة ويُصلح الأسوار والأبراج. وكان يقول لشعبه: “لنبنِ هذه المدن ونحيطها بأسوار وأبراج، ولنصنع أبوابًا ومزاليج. لأننا طلبنا الرب إلهنا، فهو قد منحنا الراحة من كل الجهات.” فبنوا ونجحوا.

ولكن آسا لم يعتمد فقط على القوة البشرية، بل كان يعلم أن القوة الحقيقية تأتي من الله. فأمر شعبه قائلًا: “لنطلب الرب إلهنا، ولنحفظ وصاياه وفرائضه.” فازدهرت المملكة تحت قيادته، لأن الرب كان معه.

وفي أحد الأيام، سمع آسا أن زارح الكوشي قد خرج بجيش عظيم ليحاربه. كان جيش زارح يتألف من مليون رجل وثلاثمائة مركبة، وكانوا قد عبروا النهر ليصلوا إلى أرض يهوذا. فلما سمع آسا بهذا الخبر، لم يخفْ، بل ثبت قلبه على الرب. فخرج بجيشه واستعد للمواجهة.

وقف آسا أمام شعبه وصلى بصوت عالٍ: “يا رب، ليس هناك أحد غيرك يستطيع أن يُعين الضعيف ضد القوي. فساعدنا يا رب إلهنا، لأننا نعتمد عليك، وباسمك قد خرجنا ضد هذا الجيش العظيم. يا رب، أنت إلهنا، فلا يدعُ إنسان يتسلط عليك.”

فلما انتهى آسا من صلاته، هبَّ الرب لمساعدة شعبه. فاضطرب جيش الكوشيين أمام الرب وأمام جيش يهوذا، وهربوا بسرعة. فطار آسا ورجاله وراءهم حتى جرار، وضربوا منهم عددًا كبيرًا حتى لم يبقَ منهم أحد حيًا. وأخذوا غنائم كثيرة من معسكرهم، كانت أكثر من أن تُحصى.

وبعد هذا النصر العظيم، عاد آسا وجيشه إلى أورشليم وهم يسبحون الرب على ما فعل. وكانت هناك رهبة من الرب على جميع الممالك المحيطة، فلم يحاربوا يهوذا في تلك الفترة. واستمر آسا في إصلاحاتهِ، فأزال كل الأصنام والتماثيل من الأرض، وأمر شعبه أن يطلبوا الرب إله آبائهم ويعملوا بوصاياه.

وهكذا، كانت أيام آسا مليئة بالبركات، لأن قلبه كان كاملًا مع الرب. وكانت مملكة يهوذا آمنة ومزدهرة طوال فترة حكمه، لأن الله كان معه.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *