في ذلك اليوم العظيم الذي تحدث عنه النبي زكريا، ستحدث أمور عظيمة ومخيفة، يومٌ سيغير مجرى التاريخ ويُظهر قوة الله العظيمة. كان النبي زكريا قد رأى برؤيا من الله، وأعلن عن يومٍ قادمٍ لا مثيل له، يومٌ سيُظهر فيه الرب نفسه كملكٍ على كل الأرض.
بدأت الرؤيا بوصف يومٍ عظيمٍ سيأتي على أورشليم، المدينة المقدسة. قال زكريا: “هوذا يومٌ للرب يأتي، فيُقسَم غنيمتك في وسطك.” في ذلك اليوم، ستُهاجم أورشليم من قبل الأمم المحيطة، وسيبدو أن المدينة ستنهار تحت وطأة الأعداء. البيوت ستُنهب، والنساء يُعتدى عليهن، والناس يُقتلون. لكن في وسط هذا الظلام، سيظهر نور الله العظيم.
وفي لحظة اليأس الكبير، سيخرج الرب نفسه ليقاتل عن شعبه. قال زكريا: “فيخرج الرب ويحارب تلك الأمم كما في يوم حربه، في يوم القتال.” سيظهر الرب كجبارٍ منتصر، وسيقف على جبل الزيتون، الجبل الذي يطل على أورشليم من الشرق. وعندما تلمس قدماه الجبل، سينشق الجبل إلى نصفين، شرقًا وغربًا، مكونًا واديًا عظيمًا. وسيهرب الناس من الزلزلة العظيمة التي ستحدث، كما هربوا من الزلزال أيام عزيا ملك يهوذا.
ثم يصف زكريا كيف أن النهار سيصير نورًا عظيمًا، لا كالنهار العادي، ولا كالليل المظلم. قال: “ويكون في ذلك اليوم أن النور لا يكون مشرقًا ولا متلألئًا، بل يكون يوم واحد معروف للرب، لا نهار ولا ليل، ويكون في وقت المساء يكون نور.” في ذلك اليوم، ستتدفق مياه حية من أورشليم، نصفها إلى البحر الشرقي (البحر الميت) ونصفها إلى البحر الغربي (البحر الأبيض المتوسط). هذه المياه ستجعل الأرض خصبة، وتُحيي كل ما تلمسه، وستجري في الصيف والشتاء دون انقطاع.
وفي ذلك اليوم، سيُعلن الرب ملكًا على كل الأرض. قال زكريا: “ويكون الرب ملكًا على كل الأرض. في ذلك اليوم يكون الرب واحدًا واسمه واحدًا.” لن يكون هناك آلهة أخرى، ولن يعبد الناس إلا الرب وحده. كل الشعوب ستجتمع لتعبده، وستصعد إلى أورشليم كل سنة لتسجد أمام الملك، رب الجنود.
ولكن في ذلك اليوم، سيُعاقب كل من لا يصعد إلى أورشليم ليعبد الرب. قال زكريا: “ويكون أن كل الأمم التي لا تصعد إلى أورشليم ليسجدوا للملك رب الجنود، فلا يكون عليهم مطر.” بل إن الرب سيضرب تلك الأمم بالجفاف والوبأ، كعقابٍ لهم على عدم طاعتهم. أما أورشليم وشعبها، فستكون آمنة ومقدسة، ولن يكون هناك دنس بعد ذلك.
وفي النهاية، سيُعلن زكريا أن كل شيءٍ في أورشليم، حتى أجراس الخيل والأواني في الهيكل، ستكون مقدسة للرب. قال: “ويكون في ذلك اليوم أنه لا يكون كنعاني بعد في بيت رب الجنود.” كل شيءٍ سيكون مكرسًا للرب، وستصبح أورشليم مركز العبادة للعالم أجمع.
هكذا تنبأ زكريا عن اليوم العظيم الذي سيأتي، يومٌ سيُظهر فيه الرب قوته وسلطانه، ويُعلن نفسه ملكًا على كل الأرض. يومٌ سيكون فيه النور والسلام، والبركة والخلاص، لكل من يؤمن بالرب ويعبده.