الكتاب المقدس

حل إلهي لمشكلة بني بنيامين في زمن الفوضى

في الأيام التي لم يكن فيها ملك في إسرائيل، وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه، حدث أمر عظيم في شعب الله. فقد كان بنو إسرائيل قد حلفوا في المصفاة قائلين: “لا يُعطى أحد من بني بنيامين امرأة من بنات إسرائيل زوجة”. وكان هذا الحلف بعد الحرب الأليمة التي دارت بين بني إسرائيل وبنيامين، والتي أدت إلى موت الكثيرين من الجانبين. وكان بنو بنيامين قد أُصيبوا بشدة حتى كادوا أن يُبادوا من بين الأسباط.

وبعد أن هدأت العاصفة، نظر بنو إسرائيل إلى ما فعلوه فندموا ندماً شديداً. قالوا: “لقد قطعنا سبطاً من أسباط إسرائيل. من أين نأتي لهم بزوجات لأن البقية الذين بقوا من بني بنيامين، وقد حلفنا ألا نعطيهم من بناتنا زوجات؟”.

فاجتمع الشعب إلى بيت إيل وجلسوا هناك حتى المساء يبكون بصوت عالٍ أمام الرب. وقالوا: “يا رب إله إسرائيل، لماذا حدث هذا في إسرائيل، أن يفقد اليوم سبط واحد من إسرائيل؟”. وفي الغد، بكى الشعب أيضاً وقرّبوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب.

ثم تذكروا أنهم لم يحضروا أحداً من بني يابيش جلعاد إلى المحفل في المصفاة. فعدّوا الشعب فإذا لم يكن هناك أحد من سكان يابيش جلعاد. فأرسل الجماعة اثني عشر ألفاً من رجال الحرب وأمروهم قائلين: “اذهبوا واضربوا سكان يابيش جلعاد بحد السيف، مع النساء والأطفال. وهذا هو الأمر الذي تعملونه: تحرّمون كل ذكر وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر”. ففعلوا كما أُمروا، ووجدوا بين سكان يابيش جلعاد أربع مئة فتاة عذارى لم يعرفن رجلاً، فأتوا بهن إلى المحلة في شيلوه التي في أرض كنعان.

ثم أرسل كل الجماعة وكلموا بني بنيامين الذين في صخرة ريمون ودعوهم إلى الصلح. فأتى بنو بنيامين في ذلك الوقت، وأعطوهم النساء اللواتي أحيوهن من نساء يابيش جلعاد. ولكن لم تكفِ هؤلاء النساء للجميع.

فقال الشعب: “ماذا نصنع للباقين الذين لم يجدوا زوجات، لأننا قد حلفنا بالرب ألا نعطيهم من بناتنا زوجات؟”. ثم تذكروا أن هناك عيداً للرب في شيلوه كل سنة، وكان العيد يقام في الكروم. فأمروا بني بنيامين قائلين: “اذهبوا واختبئوا في الكروم. فإذا خرجت بنات شيلوه ليرقصن في الرقص، فاخرجوا أنتم من الكروم واختطفوا لأنفسكم كل واحد امرأة من بنات شيلوه، واذهبوا إلى أرض بنيامين. وإذا جاء آباؤهن أو إخوتهن ليشكوا إلينا، نقول لهم: ارحموهم من أجلنا، لأننا لم نأخذ لكل واحد امرأة في الحرب. لأنكم أنتم لم تعطوهم إياها، فأنتم الآن مذنبون”.

ففعل بنو بنيامين هكذا، وأخذوا نساء حسب عددهم من الراقصات اللواتي خطفوهن، ثم ذهبوا ورجعوا إلى ميراثهم وبنوا المدن وسكنوا فيها. وهكذا رجع بنو إسرائيل من هناك كل واحد إلى سبطه وعشيرته، وخرجوا من هناك كل واحد إلى ميراثه.

في تلك الأيام لم يكن ملك في إسرائيل، وكان كل واحد يعمل ما يحسن في عينيه. ولكن الله، في رحمته، حفظ شعبه من الانقراض، وأوجد حلاً لمشكلة بني بنيامين، حتى لا يفقد سبط من أسباط إسرائيل. وهكذا، تعلم بنو إسرائيل أن خطط الله تفوق خطط البشر، وأن رحمته تعلو على كل أحكامهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *