بسم الله الرحمن الرحيم
في قديم الزمان، في مدينة يملؤها السلام والبركة، كان هناك رجل تقي يُدعى أليشع. كان أليشع رجلاً محبوبًا بين الناس، يعيش حياة بسيطة لكنها مليئة بالإيمان العميق بالله. كل صباح، كان يخرج إلى الحقل ليصلي ويرتل مزامير داود، وكانت تسبيحاته تملأ الأجواء بروحانية عالية.
في أحد الأيام، بينما كان أليشع جالسًا تحت شجرة زيتون كبيرة، فتح كتاب المزامير وبدأ يقرأ المزمور 138: “أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. أُرَنِّمُ لَكَ قُدَّامَ الْمَلائِكَةِ. أَسْجُدُ نَحْوَ هَيْكَلِكَ الْمُقَدَّسِ، وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ، لأَنَّكَ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ.”
بينما كان أليشع يردد هذه الكلمات، شعر بفيض من النعمة يغمر قلبه. رفع يديه إلى السماء وبدأ يسبح الله بكل قوته، قائلاً: “يا رب، أنت عظيم! أنت الذي تسمع صلواتي وتستجيب لدعواتي. أنت الذي ترفعني في أوقات ضعفي وتجعلني أقف أمام الملائكة وأنا ممتلئ بالثقة فيك.”
وفي تلك اللحظة، ظهر ملاك الرب أمام أليشع، مضيئًا بضوء سماوي. قال الملاك: “يا أليشع، لقد سمع الرب تسبيحك وشكرك. إنه يريد أن يباركك أكثر ويجعل اسمه معروفًا في حياتك.”
شعر أليشع بفرح عظيم يملأ قلبه، وسجد أمام الملاك شاكرًا لله. ثم قال الملاك: “اذهب إلى المدينة، وقل للناس عن عظمة الله ورحمته. أخبرهم أن الله يسمع صلواتهم ويستجيب لهم إذا كانوا يسبحونه من كل قلوبهم.”
ذهب أليشع إلى المدينة، وبدأ يروي للناس ما حدث له. كان الناس يستمعون باهتمام كبير، وبدأت قلوبهم تتحرك نحو الله. بدأوا يسبحون الله ويشكرونه على نعمه التي لا تُحصى.
وفي الأيام التالية، شهدت المدينة معجزات عظيمة. المرضى شُفوا، والمحتاجون وجدوا ما يحتاجون، والقلوب المكسورة تعزت. كل هذا حدث لأن الناس بدأوا يسبحون الله من كل قلوبهم، ويؤمنون بأنه يستجيب لهم.
وفي نهاية القصة، عاد أليشع إلى شجرة الزيتون، وجلس تحت ظلها مرة أخرى. رفع عينيه إلى السماء وقال: “أحمدك يا رب من كل قلبي، لأنك سمعت صوتي. أنت الذي تعطيني القوة وتجعلني أقف أمام التحديات بثقة. أنت الذي ترفعني فوق أعدائي وتجعلني أنتصر بك.”
وهكذا، عاش أليشع حياة مليئة بالبركة والفرح، لأنه عرف أن الله معه في كل خطوة يخطوها. وكانت تسبيحاته تملأ الأجواء، تذكر الناس دائمًا بعظمة الله ورحمته التي لا تنتهي.
وإلى اليوم، ما زال الناس يرددون قصة أليشع، ويتذكرون كيف أن تسبيح الله من كل القلب يمكن أن يغير الحياة ويجلب البركة والسلام.
الحمد لله رب العالمين.