الكتاب المقدس

عطاء الشكر للرب في أرض الميعاد

في الأيام التي سار فيها بنو إسرائيل في البرية، بعد أن أخرجهم الرب من أرض مصر بيد قوية وذراع ممدودة، جاء الوقت الذي فيه أوصى موسى الشعب بتعاليم الرب. وكانت هذه الوصية تتعلق بالعطاء والشكر لله على بركاته التي لا تُحصى.

قال موسى للشعب: “عندما تدخلون الأرض التي أعطاكم الرب إياها ميراثًا، وتستقرون فيها وتزرعونها وتجمعون ثمارها، تذكروا دائمًا أن الرب هو الذي أعطاكم هذه الأرض المباركة. وعندما تجنون أول ثمار أرضكم، خذوا منها وأتوا بها إلى الكاهن الذي يكون في ذلك الوقت، وقلوا له: ‘أعلنت اليوم أمام الرب إلهك أني دخلت الأرض التي أقسم الرب لآبائنا أن يعطيها لنا.'”

ثم واصل موسى كلامه: “فيأخذ الكاهن السلة من يدك ويضعها أمام مذبح الرب إلهك. وتقف أمام الرب وتقول: ‘أبي كان آراميًا تائهًا، فنزل إلى مصر وتغرب هناك مع نفر قليل، فصار هناك أمة كبيرة وعظيمة وكثيرة. فأساء المصريون إلينا وضايقونا وفرضوا علينا أعمالًا شاقة. فصرخنا إلى الرب إله آبائنا، فسمع الرب صوتنا ونظر إلى مذلتنا وكدنا وتعبنا. فأخرجنا الرب من مصر بيد قوية وذراع ممدودة وبأهوال عظيمة وبآيات وعجائب. وأدخلنا إلى هذا المكان وأعطانا هذه الأرض، أرض تفيض لبنًا وعسلًا.'”

ثم أضاف موسى: “والآن، ها أنا قد جئت بأول أثمار الأرض التي أعطيتني إياها يا رب.’ وتضعها أمام الرب إلهك وتسجد أمامه. ثم تفرح بكل الخير الذي أعطاك الرب إلهك وبيتك، أنت واللاوي والغريب الذي بينكم.”

وأكمل موسى كلامه بتذكير الشعب بضرورة الطاعة للرب: “في هذا اليوم يأمرك الرب إلهك أن تعمل بهذه الفرائض والأحكام، فاحفظها واعمل بها من كل قلبك ومن كل نفسك. وقد أعلنت اليوم للرب أنه إلهك، وأن تسلك في طرقه وتحفظ فرائضه وأحكامه وتسمع لصوته. والرب قد أعلن لك اليوم أنك شعب خاص له، كما وعدك، لتحفظ جميع وصاياه. ولكي يجعلك أعلى من جميع الأمم التي خلقها، في المدح والاسم والمجد، وتكون شعبًا مقدسًا للرب إلهك، كما تكلم.”

وهكذا، كان بنو إسرائيل يستعدون لدخول الأرض الموعودة، وهم يعلمون أن بركات الرب ستكون معهم إذا حفظوا وصاياه وساروا في طرقه. وكانت هذه الوصية تذكيرًا لهم بأن كل ما لديهم هو من عطية الله، وأن عليهم أن يشكروه دائمًا ويعترفوا بفضله في حياتهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *