الكتاب المقدس

داود الملك: انتصارات ببركة الرب وتوسيع المملكة

في الأيام التي كان فيها داود ملكًا على إسرائيل، بعد أن ثبت الله ملكه وسلطانه، خرج داود ليقاتل أعداء إسرائيل ويوسع حدود مملكته كما وعد الله. وكان الرب مع داود في كل خطوة يخطوها، فكان ينتصر على أعدائه ويجلب السلام والاستقرار للأرض.

في ذلك الوقت، قرر داود أن يهاجم الفلسطينيين، الذين كانوا دائمًا مصدر إزعاج لإسرائيل. فجمع جيشه القوي وانطلق نحو أرض الفلسطينيين. وعندما وصل إلى هناك، واجه مقاومة شرسة، لكن الرب كان معه. دارت معركة ضارية، وكان داود يقود جنوده بشجاعة وإيمان. وبفضل قوة الله، انتصر داود على الفلسطينيين واستولى على مدينتهم الرئيسية، جت، وأخذ زمام السيطرة على المنطقة بأكملها. وهكذا أخضع الفلسطينيين وأصبحوا تحت سلطانه.

بعد ذلك، توجه داود نحو الموآبيين، الذين كانوا يسكنون شرقي نهر الأردن. وعندما وصل إلى أرضهم، قسّم جنوده إلى ثلاث فرق، وأمرهم باحتلال الأرض. وبعد معركة قصيرة، انتصر داود على الموآبيين وأخضعهم تحت حكمه. وأصبح الموآبيون عبيدًا لداود، يدفعون له الجزية سنويًا.

ثم توجه داود نحو الشمال، حيث كان حاداد عزر، ملك صوبة، يحكم منطقة واسعة. وكان حاداد عزر قد جمع جيشًا قويًا ليقاتل داود، لكن داود لم يخف، لأنه كان يعلم أن الرب معه. وعندما التقى الجيشان، دارت معركة شرسة، لكن قوات داود كانت أقوى بفضل بركة الله. فانتصر داود على حاداد عزر وأسر ألفًا وسبعمائة من فرسانه وعشرين ألفًا من جنوده المشاة. وأخذ داود أيضًا خيولهم، إلا أنه أبقي على مئة مركبة فقط لنفسه.

وبينما كان داود يعود منتصرًا، سمع أن الآراميين من دمشق قد جاءوا لمساعدة حاداد عزر. فجهز داود جيشه مرة أخرى وخرج لمواجهتهم. وعندما التقى الجيشان، انتصر داود على الآراميين وقتل منهم اثنين وعشرين ألف رجل. ثم أقام داود حاميات عسكرية في أراضي الآراميين، وأصبحوا عبيدًا له يدفعون الجزية. وهكذا كان الرب يحفظ داود في كل مكان يذهب إليه.

أما أدوم، الذين كانوا يسكنون في الجنوب، فقد قرر داود أن يخضعهم أيضًا. فجمع جيشه وانطلق نحو أرض أدوم. وعندما وصل إلى هناك، واجه مقاومة، لكن الرب أعطاه النصر. فقتل داود ثمانية عشر ألفًا من الأدوميين في وادي الملح، وأقام حاميات عسكرية في جميع أنحاء أرض أدوم. وأصبح جميع الأدوميين عبيدًا لداود. وهكذا أخضع داود جميع أعدائه من كل الجهات.

وكان الرب مع داود في كل ما فعل، فكان ينتصر في كل معركة ويوسع حدود مملكته. وعندما عاد داود إلى أورشليم، أحضر معه غنائم كثيرة من الذهب والفضة والنحاس، التي أخذها من الشعوب التي هزمها. وقدس داود هذه الغنائم للرب، وأمر بوضعها في خزائن بيت الرب لتكون تذكارًا لبركات الله وعونه.

وكان داود يحكم بإحقاق وعدل، وكان جميع رجال إسرائيل يحترمونه ويطيعونه. وقد أقام داود قادة عسكريين وحكامًا لمساعدته في إدارة المملكة الواسعة. وكان من بين قادته يوآب بن صروية، الذي كان قائد الجيش، ويهوشافاط بن أخيلود، الذي كان مسجلًا للأحداث، وصادوق بن أخيطوب وأخيمالك بن أبياثار، الذين كانا كاهنين، وسرايا الكاتب، وبناياهو بن يهوياداع، الذي كان قائد الحرس الشخصي للملك، وأبناء داود الذين كانوا وزراء له.

وهكذا كان داود ملكًا عظيمًا، يحكم بإيمان وتقوى، وكان الرب يباركه في كل ما يفعل. وكانت مملكته قوية ومستقرة، لأن الله كان معه في كل خطوة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *