الكتاب المقدس

صموئيل والشعب: العودة إلى الرب والخلاص من الفلسطينيين

في الأيام التي سبقت الملكية في إسرائيل، كان الشعب يعاني من ضيق شديد بسبب اضطهاد الفلسطينيين. وكان صموئيل النبي قد كبر في السن وأصبح قاضيًا وقائدًا روحيًا لإسرائيل. وفي ذلك الوقت، اجتمع بنو إسرائيل في المصفاة، وهي مكان مقدس للعبادة، ليطلبوا من الرب الرحمة والخلاص من أعدائهم.

فقال صموئيل للشعب: “إن كنتم تريدون أن يعود الرب إليكم بكل قلوبكم، فاعزلوا الآلهة الغريبة والعشتاروت من بينكم، وأعدوا قلوبكم للرب، واعبدوه وحده، فهو يخلصكم من أيدي الفلسطينيين”. فاستجاب الشعب لكلام صموئيل، ونزعوا الآلهة الغريبة وعبدوا الرب وحده.

ثم جمع صموئيل الشعب في المصفاة، وصاموا هناك يومًا كاملاً، واعترفوا بخطاياهم أمام الرب. وصلى صموئيل من أجلهم، وقدم ذبيحة للرب. وفي تلك الأثناء، سمع الفلسطينيون أن بني إسرائيل قد اجتمعوا في المصفاة، فصعدوا لمحاربتهم. فلما سمع بنو إسرائيل بذلك، خافوا جدًا، وطلبوا من صموئيل أن يصرخ إلى الرب من أجلهم.

فأخذ صموئيل حملًا رضيعًا، وقدمه محرقة كاملة للرب، وصلى من أجل إسرائيل. فاستجاب الرب لصلاة صموئيل، وأرسل رعدًا شديدًا على الفلسطينيين، فاضطربوا وهُزموا أمام بني إسرائيل. فخرج رجال إسرائيل من المصفاة وطاردوا الفلسطينيين حتى بيت كار، وهزموهم هزيمة عظيمة.

ومن ذلك اليوم، رجع الفلسطينيون إلى أراضيهم ولم يعودوا يغزون أرض إسرائيل. ووضع صموئيل حجرًا بين المصفاة والشن، ودعاه “حجر عين هعزر”، قائلاً: “حتى هنا أعاننا الرب”. وهكذا رجع بنو إسرائيل إلى عبادة الرب الحقيقية، وعاشوا في سلام من أعدائهم.

وكان صموئيل يقضي لإسرائيل كل أيام حياته، وذهب من مدينة إلى مدينة ليقضي بين الشعب ويعلمهم طرق الرب. وكان الرب مع صموئيل، وأكمل وعده لإسرائيل، فحفظهم من أعدائهم وعاشوا في أمان. وهكذا تعلم بنو إسرائيل أن الخلاص الحقيقي يأتي من الرب وحده، عندما يعودون إليه بقلوب صادقة ويتوبون عن خطاياهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *