في الأيام القديمة، عندما كان شعب إسرائيل يعيش في أرض الموعد، كانت هناك فترة من الاضطراب والظلام. لقد ابتعدوا عن الله، وعانوا من عواقب خطاياهم. لكن في وسط هذا الظلام، كان هناك رجاء، لأن الله لم يتركهم أبدًا. كانت هذه الفترة هي التي ألهمت كاتب المزمور 85 ليكتب صلاة مليئة بالرجاء والثقة في رحمة الله.
في قرية صغيرة تقع بين التلال الخضراء، كان هناك رجل اسمه أليعازر. كان أليعازر رجلاً تقيًا، يعيش حياة بسيطة مع عائلته. كان يعمل في الحقل، ويصلي بانتظام، ويقرأ الكتب المقدسة. لكن في تلك الأيام، كانت القرية تعاني من جفاف شديد، وكانت المحاصيل تذبل، والناس يتضورون جوعًا. كان أليعازر يشعر بالحزن الشديد لرؤية أهله يعانون، وكان يتساءل أين هو الله في وسط كل هذا الألم.
في ليلة مظلمة، بينما كان أليعازر جالسًا تحت شجرة زيتون قديمة، فتح قلبه لله في صلاة. تذكر كلمات المزمور 85، التي كان قد قرأها قبل أيام قليلة: “أَرْضَكَ يَا رَبُّ قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهَا. أَرْجَعْتَ سَبْيَ يَعْقُوبَ. غَفَرْتَ إِثْمَ شَعْبِكَ. سَتَرْتَ كُلَّ خَطِيَّتِهِمْ. رَدَدْتَ كُلَّ غَضَبِكَ. رَجَعْتَ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ.”
بدأ أليعازر يتأمل في هذه الكلمات، وشعر برجاء يملأ قلبه. لقد أدرك أن الله، في محبته العظيمة، قد غفر لشعبه في الماضي، وأنه قادر أن يفعل ذلك مرة أخرى. رفع أليعازر صوته إلى السماء وقال: “يا رب، أنت رحيم ومحب. لقد غفرت لنا في الماضي، ونحن نثق في رحمتك اليوم. أرجوك، أرسل المطر إلى أرضنا الجافة، وأعد لنا الفرح والسلام.”
وفي تلك اللحظة، بدأت السماء تتلألأ بنجوم أكثر إشراقًا، وهبت رياح لطيفة تحمل معها رائحة الأرض الرطبة. شعر أليعازر بقطرات ماء تسقط على وجهه، ثم تحولت إلى مطر غزير. كان المطر ينزل بغزارة، يروي الأرض العطشى، ويغسل كل حزن وقلق. خرج أليعازر من تحت الشجرة، ووقف تحت المطر، يرفع يديه إلى السماء ويشكر الله على رحمته.
في الصباح التالي، استيقظ أهل القرية ليجدوا الأرض قد تحولت إلى جنة خضراء. كانت المحاصيل تزهر، والأنهار تتدفق، والناس يبتسمون. اجتمع الجميع في الساحة الرئيسية، وبدأ أليعازر يروي لهم قصة صلاته وكيف استجاب الله. قال لهم: “لقد غفر الله لنا، وأعاد لنا بركته. لنعيش في سلام وعدل، ولنتبع طريقه بقلوب مملوءة بالشكر.”
ومنذ ذلك اليوم، عاش أهل القرية في سلام وفرح، يتذكرون دائمًا أن الله رحيم ومحب، وأنه يستجيب لصلاة التائبين. كانت تلك الفترة بمثابة تذكير قوي بأن الله، في محبته العظيمة، يغفر الخطايا ويعيد البركة إلى الأرض. وكما يقول المزمور 85: “الرَّحْمَةُ وَالْحَقُّ الْتَقَيَا. الْبِرُّ وَالسَّلاَمُ تَلاَزَمَا. الْحَقُّ مِنَ الأَرْضِ أَشْرَقَ، وَالْبِرُّ مِنَ السَّمَاءِ اطَّلَعَ.”
وهكذا، عاش أليعازر وشعبه في بركة الله، متذكرين دائمًا أن رحمته أبدية، وأنه في وسط الظلام، هناك دائمًا نور رجاء.