في قديم الزمان، في أرضٍ بعيدة حيث كانت الجبال تلامس السماء والبحر يهمس بأسراره، كان هناك شعبٌ يعيش في ظلّ حضور الله القوي. كانوا شعبًا مختارًا، يعرفون أن الرب إلههم هو الخالق العظيم، الذي صنع السماوات والأرض بيديه القديرتين. وفي يومٍ من الأيام، اجتمع الشعب في ساحة القرية الكبيرة، حيث كانت الشمس تشرق ببهاء، والرياح تعزف لحنًا مقدسًا بين الأشجار.
كان اليوم يوم فرحٍ وابتهاج، فقد قرر الشعب أن يسبحوا الرب بكل قلوبهم، كما جاء في المزمور السادس والتسعين: “غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.” فبدأ الجميع بالتحضير لهذا اليوم المبارك. النساء نسجن أقمشةً ملونةً لتزيين الساحة، والرجال جهزوا الآلات الموسيقية من طبول وعيدان ونايات. حتى الأطفال كانوا يعدون الزهور والأغصان ليصنعوا تيجانًا للرب.
وعندما حلّ المساء، اجتمع الشعب كله في الساحة، حيث كانت النار المشتعلة في الوسط تلمع كأنها عيون الله المراقبة. بدأ الشيوخ بالصلاة، ورفعوا أصواتهم بالشكر للرب على نعمه التي لا تُحصى. ثم بدأت النساء بالغناء، وأصواتهنّ كانت كالملائكة تهبط من السماء. “غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، غَنُّوا لِلرَّبِّ وَبَارِكُوا اسْمَهُ.” كانت الكلمات تتردد في الهواء، وكأنها تلامس قلوب الجميع.
ثم بدأ الرجال بالعزف على آلاتهم، وكانت الموسيقى تملأ المكان كأنها نهرٌ من النعمة يتدفق من السماء. الأطفال رقصوا حول النار، ووجوههم مضيئة بفرحٍ لا يُوصف. “أَخْبِرُوا بِخَلاَصِهِ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ، حَدِّثُوا بَيْنَ الأُمَمِ بِمَجْدِهِ، بِعَجَائِبِهِ بَيْنَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.” كانت الكلمات تخرج من أفواههم كأنها نبوءةٌ مقدسة، تذكر الجميع بعظمة الله وقدرته.
وفي تلك اللحظة، شعر الجميع بحضور الله القوي بينهم. كانت السماء مفتوحة، وكأن الملائكة تنزل لتشاركهم الفرح. “لأَنَّ الرَّبَّ عَظِيمٌ وَمُسَبَّحٌ جِدًّا، مَخُوفٌ هُوَ عَلَى جَمِيعِ الآلِهَةِ.” كانوا يعلمون أن الرب هو الإله الحقيقي، وأن كل آلهة الأمم الأخرى هي باطلة. “لأَنَّ جَمِيعَ آلِهَةِ الشُّعُوبِ أَصْنَامٌ، أَمَّا الرَّبُّ فَقَدْ صَنَعَ السَّمَاوَاتِ.”
ثم رفع الشيوخ أيديهم نحو السماء، وبدأوا بالصلاة من أجل البركة. “لِتَبْتَهِجِ السَّمَاوَاتُ وَلْتَفْرَحِ الأَرْضُ، لِتَهْتِفِ الْبِحَارُ وَمِلْؤُهَا، لِتَبْتَهِجِ الْحُقُولُ وَكُلُّ مَا فِيهَا.” كانت الصلاة تخرج من قلوبهم كأنها نهرٌ من النور، يملأ المكان بالسلام والفرح.
وعندما انتهت الصلاة، شعر الجميع بسلامٍ عميق يغمر قلوبهم. كانوا يعلمون أن الرب قد قبل عبادتهم، وأنه سيكون معهم في كل خطوةٍ يخطونها. “لأَنَّهُ جَاءَ لأَنَّهُ جَاءَ لِيَدِينَ الأَرْضَ. يَدِينُ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، وَالشُّعُوبَ بِأَمَانَتِهِ.” كانت هذه الكلمات تذكرهم بأن الله هو الحاكم الأعلى، وأنه سيدين الأرض بالعدل والرحمة.
وهكذا، انتهى اليوم بفرحٍ عظيم، ونام الجميع وهم يعلمون أن الرب هو إلههم، وأنه سيكون معهم إلى الأبد. “غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، غَنُّوا لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ.” كانت هذه الكلمات تتردد في قلوبهم، كأنها وعدٌ من الله بأنه سيكون معهم في كل وقتٍ وحين.