في الأيام الأخيرة، عندما كانت المملكة العظيمة تحت حكم الملك الفارسي، كان دانيال، الرجل الحكيم والمحب لله، يقف على شاطئ نهر دجلة. كان دانيال قد تقدم في السن، لكن روحه كانت لا تزال قوية ومليئة بالإيمان. كان يتأمل في الرؤى التي أظهرها الله له، والتي كانت مليئة بالأسرار والعجائب. وفي تلك اللحظة، ظهر له ملاك الرب، ذو الوجه اللامع كالبرق، وثيابه بيضاء كالثلج.
قال الملاك لدانيال: “يا دانيال، إن الله قد سمع صلواتك وفهم تساؤلاتك عن الأزمنة الأخيرة. اسمع الآن ما سأكشفه لك، لأن هذه الأمور ستحدث في الأيام المقبلة.”
وقف دانيال مرتعبًا، لكن الملاك وضع يده عليه وقال: “لا تخف، يا من أنت محبوب عند الله. اعلم أن هناك وقتًا محددًا لكل شيء. سيكون هناك ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء الأمم. ولكن في ذلك الوقت، سيخلص شعبك، كل من وجد مكتوبًا في سفر الحياة.”
ثم رفع الملاك يديه نحو السماء وقال: “سيقوم ميخائيل، الرئيس العظيم، الحامي لشعب إسرائيل. وسيكون هناك وقت ضيق لم يُرَ مثله. ولكن في تلك الأيام، سيُنقذ كل من يثق بالرب. وسيقوم الكثيرون من الراقدين في تراب الأرض، بعضهم للحياة الأبدية، والبعض الآخر للعار والازدراء الأبدي.”
تطلع دانيال إلى الملاك بذهول وسأله: “يا سيدي، ما هي نهاية هذه الأمور؟”
فأجاب الملاك: “اذهب يا دانيال، لأن هذه الكلمات مختومة ومغلقة حتى وقت النهاية. كثيرون سيتطهرون ويبيضون ويُمحصون، ولكن الأشرار سيسلكون في الشر، ولا يفهم أحد الأشرار، أما الفاهمون فيفهمون.”
ثم أشار الملاك إلى السماء وقال: “ومن وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجسة الخراب، ستمر ألف ومئتان وتسعون يومًا. طوبى لمن ينتظر ويبلغ الألف والثلاثمئة والخمسة والثلاثين يومًا. أما أنت، فاذهب إلى نهايتك، واسترح، ثم تقوم لِنصيبك في نهاية الأيام.”
وبعد أن سمع دانيال هذه الكلمات، أغمض عينيه وتأمل في كل ما قيل له. شعر بسلام عميق يملأ قلبه، لأنه عرف أن الله هو الذي يتحكم في كل شيء، وأن نهاية الأيام ستكون حسب مشيئته. وعاد دانيال إلى بيته، وهو يحمل في قلبه الرجاء واليقين بأن الله سيكون مع شعبه في كل زمان ومكان.