الكتاب المقدس

تحذير بولس من الأيام الأخيرة ومجيء المسيح

في الأيام الأخيرة، عندما كانت الكنيسة في تسالونيكي تنمو في الإيمان وتزداد قوة، كتب الرسول بولس إليها رسالة ثانية ليحذرها من الأحداث العظيمة التي ستحدث قبل مجيء الرب يسوع المسيح. كانت هذه الرسالة مليئة بالتعاليم العميقة والتحذيرات الروحية، وقد بدأ بولس حديثه بتذكير المؤمنين بعدم الانزعاج أو الارتباك بسبب أي تعليم أو رسالة أو نبوة تدعي أن يوم الرب قد حل.

قال بولس: “أيها الإخوة، لا تتزعزعوا سريعًا في أذهانكم ولا ترتاعوا، سواء كان بروح أو بكلمة أو برسالة كما لو كانت منا، قائلة إن يوم الرب قد حضر.” ثم أضاف: “لا يخدعنكم أحد على طريقة ما، لأنه لا يأتي ذلك اليوم ما لم يأتِ الارتداد أولاً، ويُستعلن إنسان الخطية، ابن الهلاك.”

كان بولس يتحدث عن سرّ الشر الذي كان يعمل بالفعل في العالم، ولكنه كان مكبوتًا حتى ذلك الوقت. كان هناك من يحجز هذا الشر، ولكن عندما يُرفع هذا الحاجز، سيظهر “إنسان الخطية”، الذي سيقاوم الله ويرفع نفسه فوق كل ما يُدعى إلهًا أو معبودًا، حتى أنه سيجلس في هيكل الله مُظهرًا نفسه أنه إله.

وصف بولس هذا الشخص بأنه سيكون مملوءًا بالخداع والقوة الشيطانية، وسيعمل بعلامات وعجائب كاذبة ليضلّ الكثيرين. سيكون لديه قدرة على إقناع الناس بالكذب، لأنهم رفضوا محبة الحق التي كانت يمكن أن تخلّصهم. ولأنهم أحبوا الظلمة أكثر من النور، سيرسل الله عليهم ضلالاً قويًا حتى يصدقوا الكذب، ويُدان جميع الذين لم يؤمنوا بالحق بل سُرّوا بالإثم.

لكن بولس طمأن المؤمنين بأنهم، كأبناء النور، لن يُضلّوا بهذه القوات الشريرة. فقد اختارهم الله من البداية للخلاص، بتقديس الروح والإيمان بالحق. ودعاهم ليثبتوا في الإيمان ويتمسكوا بالتعاليم التي تعلّموها، سواء كان بالكلام أو بالرسالة.

ثم ختم بولس هذا الجزء من الرسالة بصلاة من أجل المؤمنين، طالبًا من الرب يسوع المسيح نفسه، ومن الله أبينا، الذي أحبنا وأعطانا عزاء أبديًا ورجاء صالحًا بالنعمة، أن يعزّي قلوبهم ويُثبّتهم في كل عمل صالح وكلمة طيبة.

وهكذا، كانت رسالة بولس تحذيرًا قويًا من الأيام الأخيرة، وتذكيرًا للمؤمنين بأن يثبتوا في الإيمان، ولا ينخدعوا بعلامات وأعاجيب كاذبة، بل ينتظروا مجيء الرب يسوع المسيح، الذي سيأتي ليدين الأشرار ويُخلّص الذين آمنوا به.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *