الكتاب المقدس

تأملات في رسالة بولس: المحبة وحمل الأثقال

في يوم من الأيام، اجتمع المؤمنون في مدينة غلاطية، وكانوا يتحدثون عن تعاليم الرسول بولس الذي كتب لهم رسالة مليئة بالنصائح الروحية والحكمة الإلهية. كانت الرسالة تتحدث عن كيفية عيش حياة تليق بالرب، وكيفية التعامل مع بعضهم البعض بمحبة وإيمان. وكانت إحدى الفقرات التي شدت انتباههم هي من الإصحاح السادس، حيث كتب بولس: “يا إخوتي، إن أخطأ إنسان فصححوه بروح الوداعة، وأنتم لاحظوا لأنفسكم لئلا تجربوا أنتم أيضًا. احملوا أثقال بعضكم البعض، وهكذا تمموا ناموس المسيح.”

بدأ أحد الشيوخ، واسمه أليعازر، يتحدث إلى الجماعة قائلًا: “يا أحبائي، لنتأمل في كلمات الرسول بولس. إننا مدعوون لمساعدة بعضنا البعض، خاصة عندما نرى أخًا أو أختًا قد سقطوا في الخطيئة. ولكن يجب أن نصححهم بروح الوداعة، وليس بالغضب أو التكبر. لأننا جميعًا عرضة للضعف، وقد نقع نحن أيضًا في التجربة.”

ثم تابع أليعازر: “بولس يحذرنا من أن نكون متكبرين أو ننظر إلى الآخرين باستعلاء. بل يجب أن نكون متواضعين، ونحمل أثقال بعضنا البعض. هذا هو ناموس المسيح، ناموس المحبة الذي علمنا إياه الرب يسوع.”

ثم قامت امرأة تدعى مريم، وهي معروفة بحكمتها وإيمانها العميق، وقالت: “أيها الإخوة، لنتذكر أيضًا ما كتبه بولس: ‘لأنه إن ظن أحد أنه شيء وهو ليس شيئًا، فإنه يخدع نفسه.’ كم من مرة نظن أننا أقوياء في إيماننا، وننسى أننا بحاجة إلى نعمة الله في كل لحظة؟ يجب أن نفحص أعمالنا دائمًا، ونفرح بما أعطانا الرب، دون أن نتفاخر بأنفسنا.”

ثم أضاف شاب اسمه يوحنا، وكان حديث العهد بالإيمان: “بولس يقول أيضًا: ‘لا تضلوا، الله لا يُشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا.’ هذا يذكرني بضرورة أن نزرع الخير في حياتنا، لأننا سنحصد ما نزرعه. إذا زرعنا في الجسد، فسنحصد الفساد. ولكن إذا زرعنا في الروح، فسنحصد الحياة الأبدية.”

استمع الجميع باهتمام، ثم قال أليعازر: “نعم، يا يوحنا، كلماتك صحيحة. يجب أن نعمل الخير دون ملل، لأننا سنحصد في الوقت المناسب إذا كنا لا نكل. فلنستخدم كل فرصة لعمل الخير، خاصة لأهل الإيمان.”

ثم قامت امرأة عجوز تدعى حنة، وكانت تعرف بتقواها وصلواتها، وقالت: “يا أحبائي، لنتذكر دائمًا أننا خدام المسيح، وأن كل ما نفعله يجب أن يكون لمجد الله. بولس يقول: ‘فليفتخر كل واحد بعمله الخاص.’ ليس هذا افتخارًا بالذات، بل اعترافًا بنعمة الله التي تعمل فينا.”

بعد ذلك، قرأ أحد الشمامسة نص الرسالة مرة أخرى: “انظروا بأي حروف كبيرة كتبت لكم بيدي.” فقال أليعازر: “هذا يظهر لنا مدى اهتمام بولس بنا. لقد كتب هذه الرسالة بيده، ليؤكد لنا أهمية هذه التعاليم. فهو يدعونا إلى التمسك بالإيمان الحقيقي، وعدم الانجراف وراء تعاليم مضللة.”

ثم ختم أليعازر الاجتماع بالصلاة: “أيها الرب يسوع، نسألك أن تساعدنا على أن نحمل أثقال بعضنا البعض، وأن نعيش بحسب ناموس المحبة الذي علمتنا إياه. أعطنا القوة لنزرع الخير في حياتنا، ولنحصد بركاتك في الوقت المناسب. آمين.”

وبهذه الكلمات، انصرف المؤمنون وهم ممتلئون بالتشجيع والرغبة في تطبيق تعاليم الرسول بولس في حياتهم اليومية، متذكرين دائمًا أنهم خدام المسيح، مدعوون لعمل الخير ومجدرة الله في كل ما يفعلون.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *