في قديم الزمان، في أرض يهوذا، كان هناك رجل تقي يدعى داود. كان داود محبوبًا من الرب، لكن حياته لم تكن خالية من المحن. فقد كان مطاردًا من قبل الملك شاول، الذي كان يغار منه ويحاول قتله. وفي إحدى الأيام، بينما كان داود يهرب من وجه شاول، وصل إلى مدينة تُدعى “زيق”، وهي مدينة تقع في أرض يهوذا. وكان هناك رجال من بني زيق، الذين كانوا موالين لشاول، فأخبروه بمكان داود.
عندما سمع داود أن شاول يعرف مكانه وأن رجال زيق قد خانوه، شعر بالخوف والحزن. لكنه لم يفقد إيمانه بالرب. فرفع عينيه نحو السماء وصلى صلاة حارة، قائلًا: “يَا اللهُ، بِاسْمِكَ خَلِّصْنِي، وَبِقُوَّتِكَ اقْضِ لِي. يَا اللهُ، اسْتَمِعْ صَلاَتِي، وَأَصْغِ إِلَى كَلامِ فَمِي. لأَنَّ الْغُرَبَاءَ قَدْ قَامُوا عَلَيَّ، وَالْعُتَاةَ طَلَبُوا نَفْسِي. لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ.”
كان داود يعلم أن الرب هو ملجأه الوحيد في وقت الضيق. فاستمر في الصلاة بقلب مملوء بالإيمان، طالبًا من الله أن ينقذه من أعدائه. وقال: “هُوَذَا اللهُ مُعِينٌ لِي. الرَّبُّ بَيْنَ حَامِلِي نَفْسِي. يَرُدُّ الشَّرَّ عَلَى أَعْدَائِي. بِحَقِّكَ أَبِيدْهُمْ.”
وفي تلك اللحظات العصيبة، شعر داود بسلام داخلي، لأنه كان واثقًا أن الرب لن يتخلى عنه. فقد كان يعلم أن الله هو القاضي العادل، الذي سينتقم له من أعدائه. فاستمر في تسبيح الرب، قائلًا: “بِاخْتِيَارٍ أَذْبَحُ لَكَ. أَحْمَدُ اسْمَكَ يَا رَبُّ، لأَنَّهُ صَالِحٌ. لأَنَّهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ نَجَّانِي، وَعَلَى أَعْدَائِي نَظَرَتْ عَيْنِي.”
وبينما كان داود يصلي، بدأت الأحداث تتغير. فقد أرسل الرب ملاكًا ليحرس داود ويحميه من أعدائه. وعندما حاول رجال زيق أن يمسكوا به، وجدوا أنفسهم عاجزين، لأن الرب كان مع داود. وهكذا، نجح داود في الهروب من أيديهم، وعاد إلى بر الأمان.
بعد ذلك، كتب داود مزمورًا ليشكر الرب على خلاصه. فقال: “اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِحْسَانَهُ إِلَى الأَبَدِ. هُوَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْ أَيْدِي أَعْدَائِي، وَرَفَعَ رَأْسِي فَوْقَ الَّذِينَ قَامُوا عَلَيَّ.”
وهكذا، تعلم داود أن الثقة بالرب هي أقوى سلاح في وجه الأعداء. فمهما كانت الظروف، فإن الله لن يتخلى عن الذين يتكلون عليه. وكانت هذه التجربة تذكيرًا له بأن الرب هو الملجأ والحصن في وقت الضيق، وأنه يستجيب لصلاة الأتقياء وينقذهم من كل شر.