الكتاب المقدس

قصة كورش وشعب إسرائيل: تحقيق وعود الرب

في الأيام القديمة، عندما كانت الشعوب تعيش في ظلام الجهل والضلال، تكلم الرب بإشعياء النبي ليعلن عن قصده العجيب وخطته الفريدة. قال الرب: “هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ لِمَسِيحِهِ لِكُورَشَ الَّذِي أَمْسَكْتُ بِيَمِينِهِ لأَدُوسَ أَمَامَهُ أُمَمًا، وَأَحُطَّ مُتُونَ مُلُوكٍ. لأَفْتَحَ أَمَامَهُ الْمِصْرَاعَيْنِ، وَالأَبْوَابُ لاَ تُغْلَقُ.”

كان كورش، الملك الفارسي، رجلاً قوياً، اختاره الرب ليكون أداة في يده لتحقيق إرادته. لم يكن كورش يعبد الرب، بل كان يعبد آلهة أخرى، لكن الرب أمسك بيمينه وقاده ليحقق مشيئته. قال الرب: “أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. لاَ إِلَهَ سِوَايَ. أَنَاطِقُكَ وَأَنَا لَمْ تَعْرِفْنِي.” كان الرب هو الإله الحقيقي الوحيد، الذي خلق السماوات والأرض، والذي يوجه تاريخ البشرية وفقاً لخطته الإلهية.

في تلك الأيام، كان شعب إسرائيل يعيش في السبي في بابل، بعيداً عن أرض الموعد. لكن الرب لم ينسَ وعوده لهم. قال الرب: “لأَجْلِ عَبْدِي يَعْقُوبَ وَإِسْرَائِيلَ مُخْتَارِي، دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. سَمَّيْتُكَ وَأَنْتَ لَمْ تَعْرِفْنِي.” كان الرب يعمل من خلال كورش لتحرير شعبه وإعادتهم إلى أرضهم.

بدأت الأحداث تتكشف عندما أعلن كورش مرسوماً ملكياً يسمح لشعب إسرائيل بالعودة إلى أورشليم وبناء الهيكل. كان هذا المرسوم تحقيقاً لنبوة إشعياء، التي سبق أن أعلنها الرب قبل حدوثها بزمن طويل. قال الرب: “أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذَا، فَاتِحٌ السَّمَاءَ وَأَنَا وَحْدِي، مُبَسِّطٌ الأَرْضَ. مَنْ مَعِي؟” كان الرب هو الخالق والضابط الكل، الذي يفتح الأبواب المغلقة ويقود شعبه إلى الحرية.

عندما سمع شعب إسرائيل بالمرسوم، امتلأت قلوبهم بالفرح والرجاء. بدأوا يستعدون للعودة إلى أورشليم، حاملين معهم الأدوات والمواد التي قدمها لهم كورش لبناء الهيكل. كان الرب يعمل في قلوبهم، ليجدد إيمانهم ويذكرهم بوعوده الأبدية.

قال الرب: “وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ خَالِقَهُ! وَيْلٌ لِلْفَخَّارِ بَيْنَ الْفَخَّارِيَّاتِ. أَيَقُولُ الطِّينُ لِصَانِعِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ أَوْ عَمَلُكَ: لَيْسَ لَهُ يَدَانِ؟” كان الرب هو الخالق، الذي له السلطان المطلق على كل شيء. لا يستطيع أحد أن يعترض على مشيئته أو يشكك في حكمته.

عندما عاد شعب إسرائيل إلى أورشليم، بدأوا في بناء الهيكل تحت قيادة زربابل ويشوع الكاهن. كان العمل صعباً، وواجهوا مقاومة من الأعداء، لكن الرب كان معهم. قال الرب: “أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. مُصَوِّرُ النُّورِ وَخَالِقُ الظُّلْمَةِ، صَانِعُ السَّلاَمِ وَخَالِقُ الشَّرِّ. أَنَا الرَّبُّ صَانِعُ كُلِّ هَذِهِ.” كان الرب هو مصدر النور والسلام، الذي يعمل في وسط شعبه لتحقيق قصده.

في النهاية، تم بناء الهيكل، وعادت العبادة الحقيقية إلى أورشليم. كان هذا تحقيقاً لوعود الرب، الذي أكد لشعبه أنه لن يتخلى عنهم أبداً. قال الرب: “إِلَيَّ أَيُّهَا كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ وَاخْلُصُوا، لأَنِّي أَنَا اللَّهُ وَلَيْسَ آخَرُ.” كان الرب يدعو كل الشعوب إلى التوبة والإيمان به، لأنه الإله الوحيد الذي يمنح الخلاص.

وهكذا، من خلال قصة كورش وشعب إسرائيل، أظهر الرب قوته وسلطانه، وأكد أنه الإله الحقيقي الوحيد، الذي يوجه التاريخ ويحقق وعوده. قال الرب: “بِذَاتِي أَقْسَمْتُ. خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لاَ تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ.” في النهاية، سيعترف كل إنسان بأن الرب هو الإله الحقيقي، وسيجثو كل ركبة ويعترف كل لسان بمجده.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *