الكتاب المقدس

حزقيال يدعو إلى التوبة والعدل الإلهي

في الأيام التي سبقت سقوط أورشليم، كان الرب يتحدث إلى شعبه من خلال النبي حزقيال. كان الشعب يشكو ويتذمر، قائلين: “لماذا نتحمل عقاب خطايا آبائنا؟ لماذا نعاني بسبب ذنوب لم نرتكبها؟” فجاءت كلمة الرب إلى حزقيال قائلة:

“اسمعوا يا بيت إسرائيل! لماذا تتذمرون بهذه الكلمات؟ هل تظنون أنني أُعاقب الأبناء بسبب خطايا الآباء؟ كلا! كل نفس هي لي، والنفس التي تخطئ هي التي تموت. اسمعوا كلمتي وأفهموا إرادتي.

إن كان رجل بارًا، يسير في وصاياي ويحفظ فرائضي، ويعمل بالعدل والبر، فلا يأكل على الجبال، ولا يرفع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولا ينجس امرأة قريبه، ولا يظلم أحدًا، بل يرد للغارق رهنته، ولا يأخذ بالظلم، ويعطي خبزه للجائع ويكسو العريان، ولا يقرض بالربا ولا يأخذ زيادة، ويمنع يده عن الإثم، ويحكم بالحق بين الإنسان وصاحبه، ويسير في فرائضي ويحفظ أحكامي ليعمل بالحق، فهذا رجل بار. إنه يحيا بالبر الذي عمله، يقول السيد الرب.

ولكن إن ولد هذا الرجل البار ابنًا عنيفًا سفاكًا للدماء، يرتكب الخطايا التي لم يرتكبها أبوه، يأكل على الجبال، ويزني بامرأة قريبه، ويظلم المسكين والبائس، ويأخذ بالربا والزيادة، أفيعيش؟ كلا! لا يعيش. لأنه ارتكب كل هذه الرجاسات، فموتًا يموت، ودمه يكون عليه.

ولكن إن رأى هذا الابن الشرير خطاياه وتاب عنها، وحفظ كل فرائضي وعمل بالعدل والبر، أفيعيش؟ نعم، يعيش! لن يموت بسبب خطايا أبيه، بل يحيا بسبب بره هو. أما أنتم يا بيت إسرائيل، تقولون: ‘طريق الرب غير مستقيمة!’ أطرقي غير مستقيمة أم طرقكم هي المعوجة؟

لذلك، يا بيت إسرائيل، سأحاكم كل واحد منكم حسب طرقه. توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم، فلا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها، واصنعوا لكم قلبًا جديدًا وروحًا جديدة. لماذا تموتون يا بيت إسرائيل؟ لأني لا أسر بموت الخاطئ، بل بأن يرجع عن طريقه ويحيا. فارجعوا واعيشوا، يقول السيد الرب.”

وهكذا، كان الرب يدعو شعبه إلى التوبة والرجوع إليه، مؤكدًا أن كل إنسان مسؤول عن أفعاله، وأن الرحمة والغفران متاحان لكل من يطلبها بقلب نادم. كانت كلمات الرب عبر حزقيال تملأ الأجواء برجاء جديد، وتذكر الشعب بأن الله عادل ورحيم، يريد أن يرى الجميع يعيشون في بره وعدله.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *