الكتاب المقدس

ألياقيم ويوناثان: قصة الإيمان والعدل الإلهي

في قديم الزمان، في أرض يهوذا المباركة، كان هناك رجل تقي يدعى ألياقيم. كان ألياقيم يعيش في قرية صغيرة بالقرب من أورشليم، وكان معروفًا بين الناس بتقواه وحبه لله. كان يقضي أيامه في الصلاة ودراسة الكتب المقدسة، وكان دائمًا ما يردد مزمورًا من مزامير داود، خاصة المزمور 118، الذي كان يعتبره مصدر قوته ورجائه.

في أحد الأيام، بينما كان ألياقيم جالسًا تحت شجرة زيتون يتأمل في كلمة الله، سمع صوتًا يناديه من بعيد. نظر حوله فوجد رجلاً غريبًا يقترب منه بخطوات متثاقلة. كان الرجل يرتدي ثيابًا ممزقة ويبدو عليه التعب والألم. عندما اقترب الرجل من ألياقيم، سقط على ركبتيه وصرخ بصوت مكسور: “يا رجل الله، أنقذني! لقد تعرضت للظلم والاضطهاد، ولم يبقَ لي أحد ألجأ إليه إلا الله.”

تحرك قلب ألياقيم بالرحمة، فقام وساعد الرجل على الوقود. قال له: “لا تخف، لأن الرب معنا. هو ملجأنا وقوتنا، وسيكون عونًا في وقت الضيق.” ثم أخذ ألياقيم الرجل إلى بيته، حيث قدم له الطعام والشراب، ووضعه في غرفة ليرتاح.

بعد أن استراح الرجل قليلاً، بدأ يحكي قصته لألياقيم. قال: “اسمي يوناثان، وأنا من قرية بعيدة. لقد تعرضت للظلم من قبل حاكم ظالم، الذي استولى على أرضي وطردني من بيتي. حاولت أن أجد العدل، ولكن كل من لجأت إليه خذلني. سمعت عنك وعن تقواك، فجئت إليك طالبًا المساعدة.”

استمع ألياقيم إلى قصة يوناثان باهتمام، ثم قال: “يا يوناثان، اسمع كلمات المزمور 118: ‘احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته.’ الرب هو الذي يقف مع المظلومين، وهو الذي ينصفهم. لن نصلي ونطلب من الله أن يفتح لنا باب العدل.”

قام ألياقيم ويوناثان معًا للصلاة، ورفعا أصواتهما إلى السماء طالبين من الله أن يتدخل في أمر يوناثان. وبينما كانا يصليان، شعرا براحة وسلام يغمران قلوبهما، وكأن الله كان يخبرهما بأنه سيكون معهما.

في اليوم التالي، قرر ألياقيم أن يرافق يوناثان إلى أورشليم، حيث كان يقيم الحاكم الظالم. وعندما وصلا إلى المدينة، ذهبا مباشرة إلى بيت الحاكم. وقف ألياقيم أمام الباب وقال للحرس: “أنا خادم الرب، وأطلب مقابلة الحاكم لأجل قضية عادلة.”

بعد بعض الانتظار، سمح لهما بالدخول. وقف ألياقيم أمام الحاكم وقال: “يا سيدي الحاكم، اسمع كلمات الرب: ‘الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية. هذا من قبل الرب، وهو عجيب في أعيننا.’ لقد ظلمت هذا الرجل وأخذت أرضه، والآن أطلب منك أن تعيد له حقه.”

نظر الحاكم إلى ألياقيم بعينين متعجبتين، ثم قال: “ومن أنت حتى تأتي وتطلب مني مثل هذا الطلب؟” فأجاب ألياقيم: “أنا عبد لله، وهو الذي أرسلني لأقول لك: ‘هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، فلنفرح ونبتهج فيه.'”

عندما سمع الحاكم هذه الكلمات، شعر بثقلها في قلبه. نظر إلى يوناثان وقال: “لقد أخطأت في حقك، وسأعيد لك أرضك وكل ما أخذته منك.” ثم أمر الحاكم بإعادة الأرض إلى يوناثان، وأعطاه تعويضًا عن الألم الذي تعرض له.

خرج ألياقيم ويوناثان من بيت الحاكم وهم يسبحون الله. قال ألياقيم: “لقد رأينا اليوم قوة الله وعظمته. ‘هذا هو الباب للرب، الصديقون يدخلون فيه.’ لقد دخلنا باب العدل بفضل إيماننا بالرب.”

عاد ألياقيم ويوناثان إلى القرية، حيث احتفلوا مع أهل القرية بما حدث. وكان ألياقيم يعلم الجميع أن الله هو مصدر كل بركة وعدل، وأنه يجب أن نثق به في كل وقت.

ومنذ ذلك اليوم، أصبحت قرية ألياقيم مكانًا يُضرب به المثل في التقوى والعدل، وكان ألياقيم يعلم الجميع أن يرددوا: “احمدوا الرب لأنه صالح، لأن إلى الأبد رحمته.” وهكذا، عاش ألياقيم ويوناثان وأهل القرية في سلام وبركة، متمسكين بكلمة الله وعاملين بها في كل يوم من أيام حياتهم.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *