الكتاب المقدس

رؤيا العرش والخروف المذبوح في السماء

في البدء، كان هناك عرشٌ عظيم في السماء، وحوله أربعة وعشرون شيخًا جالسين، يرتدون ثيابًا بيضاء وعلى رؤوسهم تيجان من ذهب. وكان العرش محاطًا ببروق ورعود وأصوات، وأمام العرش سبعة مصابيح نار متقدة، وهي أرواح الله السبعة. وفي وسط العرش وحوله، أربعة حيوانات مملوءة عيونًا من الأمام والخلف. وكان الحيوان الأول يشبه أسدًا، والثاني يشبه عجلًا، والثالث له وجه إنسان، والرابع يشبه نسرًا طائرًا. وكانت هذه الحيوانات تسبح الله ليل نهار قائلة: “قدوس، قدوس، قدوس، الرب الإله القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي.”

وفي يد الذي جلس على العرش، كان هناك سفرٌ مكتوب من الداخل والخارج، مختوم بسبعة ختوم. ورأيت ملاكًا قويًا ينادي بصوت عظيم: “من هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه؟” ولكن لم يكن أحد في السماء ولا على الأرض ولا تحت الأرض قادرًا على فتح السفر أو النظر إليه. فبكيت كثيرًا لأنه لم يوجد أحد مستحقًا لفتح السفر أو النظر إليه.

فقال لي أحد الشيوخ: “لا تبكِ. هوذا الأسد الذي من سبط يهوذا، أصل داود، قد غلب ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة.” فنظرت وإذا بخراف قائم في وسط العرش والحيوانات الأربعة والشيوخ، وكان الخروف قائمًا كأنه مذبوح، وله سبعة قرون وسبع عيون، هي أرواح الله السبعة المرسلة إلى كل الأرض. فجاء الخروف وأخذ السفر من يد الذي جلس على العرش.

وعندما أخذ الخروف السفر، خرَّت الحيوانات الأربعة والشيوخ الأربعة والعشرون أمام الخروف، ولهم كل واحد قيثارة وجامات من ذهب مملوءة بخورًا، هي صلوات القديسين. وكانوا يترنمون ترنيمة جديدة قائلين: “مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذُبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة، فسنملك على الأرض.”

ونظرت وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف، قائلين بصوت عظيم: “مستحق هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة.” وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وعلى البحر، كل ما فيها، سمعتها قائلة: “للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين.”

فخرت الحيوانات الأربعة وقالت: “آمين.” وسجد الشيوخ الأربعة والعشرون وخرّوا للخروف وسجدوا له. وهكذا انتهت الرؤيا العظيمة التي أظهرها الله ليوحنا، لتعلن مجد الخروف المذبوح وسلطانه الأبدي على كل الخليقة.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *