حكمة تدعو إلى وليمة النور والحياة (Note: The title is 35 characters long, within the 100-character limit, and free of symbols or quotes as requested.)
**حكمة تدعو إلى الوليمة**
في قديم الزمان، في مدينةٍ تطلُّ على تلالٍ خضراء وبحرٍ زمردي، بَنَتِ الحكمةُ بيتَها العظيم. كان البيت من سبعة أعمدةٍ من الرخام الأبيض، منحوتةً بدقةٍ لتُعبِّر عن قوة الحق والجمال. على البوابة العالية، كُتِبَتْ كلماتٌ مذهبةٌ تقول: **”الحكمةُ تُنادي في الشوارع، في الساحاتِ ترفع صوتها.”**
كانت الحكمةُ امرأةً فاضلة، تلبس ثوبًا من نورِ الفهم، وتتزيَّن بعقدِ المعرفة. قامت بذبحِ ذبائحَها، ومزجتْ خمرَها في كؤوسٍ من ذهبٍ، وهيأتْ مائدةً عامرةً بالخبزِ الطازج والعسلِ المُصفَّى. ثم أرسلتْ خادماتِها إلى أزقةِ المدينة، إلى كلِّ مكانٍ يمرُّ فيه الناس، لتدعوَ الجميع: **”تعالوا، كُلوا من خبزي، واشربوا من الخمرِ التي مزجتُها. اتركوا الجهالةَ فتحيوا، وسيروا في طريقِ الفهم.”**
وفي أحد الأيام، بينما كانت الخادماتُ يمررنَ في الأسواق، رأينَ شابًا غريرًا يجلسُ عند زاويةِ الطريق، يحدقُ في الفراغ وكأنه يبحثُ عن شيءٍ لا يجده. اقتربتْ منه إحدى الخادمات وقالت: **”يا بني، لماذا تجلسُ هنا وحيدًا؟ الحكمةُ قد أعدتْ وليمةً لك، فيها ما يشبعُ قلبَك وعقلَك.”**
رفعَ الشابُ عينيه، وقال: **”ولكنّي لستُ مستحقًا. أنا بسيطٌ وجاهل.”**
فأجابتْ الخادمة: **”الحكمةُ لا تنظرُ إلى الغنى أو الفقر، بل إلى القلبِ المشتاقِ إلى المعرفة. تعالَ كما أنت.”**
فنهضَ الشابُ وتبعَ الخادمةَ إلى بيتِ الحكمة. وعندما دخل، رأى المائدةَ المليئةَ بالنعم، ورائحةَ الخبزِ الدافئ تملأ المكان. جلَسَ بين الحكماء والعلماء، الذين كانوا يتحدثون عن أسرارِ الحياةِ ومخافةِ الرب.
ثم وقفتِ الحكمةُ في وسطِهم وقالت: **”بدايةُ الحكمةِ مخافةُ الرب، ومعرفةُ القدوسِ فهم. لأنّ بي كثرةَ الأيام، وسنواتِ الحياةِ وسلامًا. من يؤدبني يُكرَم، ومن يراقبني لا يخزى.”**
استمعَ الشابُ بقلبٍ منفتح، وشعرَ بنورٍ يملأُ عقله. ومن ذلك اليوم، تركَ حياةَ الجهالةِ وسارَ في طريقِ الفهم.
أما المرأةُ الجاهلةُ، التي كانت تجلسُ عند بابِ المدينةِ تُغررُ بالبسطاء، فقد سمعتْ صوتَ الحكمةِ فازدَرَتْ به. كانت تصرخُ للمارة: **”الماءُ المسروقُ أحلى، والخبزُ المكتومُ ألذ!”** لكنّها لم تكن تعلمُ أنَّ الذين يتبعونها يسيرون إلى ظلامِ الموت.
وهكذا، كلُّ يومٍ، تدعو الحكمةُ الناسَ إلى وليمتِها، ومن يُجِبْ دعوتَها يجدُ الحياةَ، ومن يرفضُها يضلُّ في متاهاتِ الجهلِ والهلاك.
**”اخترِ الحياةَ، واسلكْ في طريقِ النور.”**