1. **طوفان نوح وعهد الله مع البشرية** 2. **نوح والطوفان ووعد الرحمة الإلهية** 3. **قصة الطوفان وعلامة القوس في السماء** 4. **نوح والسفينة وعهد الله الأبدي** 5. **الطوفان العظيم وبركة الله لنوح** (أفضل اختيار: **طوفان نوح وعهد الله مع البشرية**)
**الطوفان والعهد الجديد**
بعد أن أمطر الربّ دينونته على الأرض بالطوفان العظيم، ظلت سفينة نوح تطفو على وجه المياه الغامرة لمائة وخمسين يوماً. وكان الله قد ذكر نوحاً وجميع من معه داخل السفينة، فسكنت الرياح العاتية، وبدأت المياه تنحسر رويداً رويداً.
وفي اليوم السابع عشر من الشهر السابع، استقرّت السفينة على جبال أراراط، بينما كانت المياه ما تزال تغمر القمم. وظلّ نوح ينتظر بصبر، متطلعاً إلى علامة من الله. وبعد مرور أربعين يوماً أخرى، فتح نوح نافذة السفينة التي كان قد صنعها، وأطلق غراباً ليرى إن كانت المياه قد جفّت. لكن الغراب ظل يطير ذهاباً وإياباً حتى انحسرت المياه عن الأرض.
ثم أرسل نوح حمامةً مكان الغراب، لعلها تجد مكاناً تستقر فيه. لكن الحمامة عادت إليه لأن المياه كانت ما تزال تغطي وجه الأرض. فمدّ نوح يده وأخذها ورحب بها داخل السفينة. وانتظر سبعة أيام أخرى، ثم أرسل الحمامة مرة ثانية. وفي المساء، عادت إليه وفي منقارها ورقة زيتون خضراء! فعلم نوح أن المياه قد بدأت تنحسر عن الأرض. فانتظر سبعة أيام أخرى وأرسلها ثالثة، فلم تعد إليه. وكانت هذه علامة واضحة أن الأرض قد جفّت.
وفي اليوم الأول من الشهر الأول من السنة الجديدة، لما كان عمر نوح ست مائة سنة وواحداً، كشفت المياه عن وجه الأرض تماماً. وفي الشهر الثاني، في اليوم السابع والعشرين، نطق الربّ لنوح قائلاً: **”اخرج من السفينة أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك. وكل الحيوانات التي معك، جميع الطيور والبهائم وكل الدبابات التي تدبّ على الأرض، أخرجها معك لتتوالد وتكثر على الأرض.”**
فخرج نوح وعائلته، وجميع الكائنات الحية، وامتلأت الأرض مرة أخرى بحركة الحياة. وبعد أن استقرّوا، بنى نوح مذبحاً للربّ، وأخذ من كل الحيوانات الطاهرة والطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح. فتنسم الربّ رائحة الرضا، وقال في قلبه: **”لن ألعن الأرض بعد من أجل الإنسان، لأن ميول قلب الإنسان شريرة منذ حداثته. ولن أضرب كل حيّ كما فعلت. فطالما تبقى الأرض، فلن تنقطع الزراعة والحصاد، والبرد والحر، والصيف والشتاء، والنهار والليل.”**
ثم بارك الله نوحاً وبنيه، وأقام معهم عهداً أبدياً، ووضع قوسه في السحاب علامةً لهذا العهد. فقال: **”هذه علامة العهد الذي أقيمه بيني وبينكم، وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم، لأجيال أبدية. متى ظهر القوس في السحاب، سأراه وأتذكر العهد الأبدي بيني وبين كل كائن حي على الأرض.”**
وهكذا، بعد الدينونة، أظهر الله رحمته ووعده الأكيد بالحفظ. فسار نوح وعائلته في الأرض الجديدة، ممتلئين بالرجاء في الربّ الذي يحفظ وعوده إلى الأبد.