الكتاب المقدس

القصة الكاملة لمتى 28 القيامة المجيدة والوصية العظمى

**القصة الكاملة لمَتى 28: القيامة المجيدة والوصية العظمى**

في فجر اليوم الأول من الأسبوع، بينما كانت الشمس تبدأ ببثّ خيوطها الذهبية فوق أفق أورشليم، حدث شيءٌ لم يُسمع بمثله منذ بدء الخليقة. كانت مريم المجدلية ومريم الأخرى، أم يعقوب، قد أتتا إلى القبر حيث وُضع جسد الرب يسوع، حاملتين معهما حنوطاً عطرياً ليكملنَ تكريم جسده الطاهر. لكنّ المفاجأة التي واجهتهما كانت أعظم من كلّ تصوّر.

فها هو الزلزال العظيم يهزّ الأرض تحت أقدامهما، وينزل ملاك الرب من السماء كالبرق، لباسه أبيض كالثلج، ووجهه يلمع كالشمس في كبد السماء. فدحرج الحجر الضخم الذي كان يُغلق القبر، وجلس عليه. أما الحراس الرومان، الذين كانوا يُشرفون على القبر بأمر من بيلاطس، فقد ارتعدوا من الخوف وسقطوا على وجوههم كالأموات، عاجزين عن الحركة أو الكلام.

توجّه الملاك إلى المرأتين وقال لهما بصوته المهيب: «لا تَخافا أنتُما! فإنّي أعلَمُ أنَّكُما تَطلُبانِ يَسوعَ المَصلوب. لَيسَ هُنا، فقد قام كما قال. هلُمَّا اُنظُرا المَوضِعَ الَّذي كانَ موضوعاً فيه. ثُمَّ اذهَبا سَرِيعاً وقُولا لِتلاميذِهِ إنَّهُ قد قام مِن بَينِ الأمواتِ، وها هو يَسبِقُكُما إلى الجَليل. هُناكَ تَرَونَهُ. ها قد قُلتُ لكُما.»

فخرجتا مسرعتين من القبر، وقد امتلأ قلباهما خوفاً وفرحاً عظيمَين، مُسرعتَينِ إلى حيثُ كان التلاميذ مختبئين خوفاً من اليهود. وفي الطريق، إذا بالرب يسوع نفسه يُقابلهما قائلاً: «السَّلامُ علَيكُما.» فتقدّمتا وأمسكتا بقدمَيه وسجدتا له. فقال لهما يسوع: «لا تَخافا. اذهَبا وأخبِرا إخوَتي أن يَذهَبوا إلى الجَليل، وهُناكَ يَرَونَني.»

أمَّا الحراس، فقد أفاقوا من ذهولهم ورأوا القبر فارغاً، فأسرعوا إلى رؤساء الكهنة وأخبروهم بكلّ ما حدث. فاجتمع رؤساء الكهنة والشيوخ وتشاوروا، ثمّ دفعوا للحراس مبلغاً كبيراً من المال، وقالوا لهم: «قُولوا إنَّ تَلاميذَهُ أتَوا ليلاً وسَرَقوهُ ونَحنُ نِيام. وإذا سَمِعَ الوالي بِذلك، فنَحنُ نُقنِعُهُ ونُخلّصُكُم مِنَ العِقاب.» فَأخَذوا المالَ وفعلوا كما علّموهم، فشاع هذا القول بين اليهود إلى هذا اليوم.

أمّا التلاميذ الأحد عشر، فقد ذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل الذي أشار إليهم يسوع. وهناك، ظهر لهم الرب يسوع، فلمّا رأوه سجدوا له، ولكنّ بعضهم شكّ. فتقدّم يسوع وخاطبهم قائلاً: «دُفِعَ إلَيَّ كُلُّ سُلطانٍ في السَّماءِ وَعَلَى الأَرض، فَاذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَمِ، وَعَمّدوهُم بِاسمِ الآبِ وَالِابنِ وَالرُّوحِ القُدُس، وَعَلِّمُوهُم أَن يَحفَظوا كُلَّ ما أَوصَيتُكُم بِه. وَها أَنا مَعَكُم كُلَّ الأَيَّامِ إِلى انقِضاءِ الدَّهر.»

وهكذا، صعد إلى السماء، وجلس عن يمين الآب، مُرسلاً روحه القدوس ليكون مع تلاميذه إلى الأبد. وهكذا تحقّقت النبوّة، وانتصر الحقّ على الباطل، وامتلأ الكون رجاءً بمجيئه الثاني، حين يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات.

فسبحان الذي قام من بين الأموات، ووهبنا الحياة الأبدية!

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *