الكتاب المقدس

قصة تقسيم الأرض الموعودة في سفر يشوع

**قصة تقسيم الأرض الموعودة (يشوع 13)**

في تلك الأيام، بعد أن أعطى الرب بني إسرائيل النصر على ملوك الأموريين والكنعانيين، جاء كلام الرب إلى يشوع بن نون، رجل الله القوي، الذي قاد الشعب بكل حكمة وشجاعة. وكان يشوع قد تقدم في الأيام، وصار شيخًا طاعنًا في السن، لكن نعمة الله كانت عليه، وقوته لم تضعف بعد.

فقال الرب ليشوع: **”أنت قد شخت وتقدمت في السن، ولا تزال أرض كثيرة جدًا باقية للتملك.”** ثم أخذ الرب يعدد له المناطق التي لم تُفتح بعد: كل أرض الفلسطينيين، ومناطق الجشوريين، من نهر شحور في الجنوب إلى أرض العمالقة في الشمال، وجميع مدن الصيدونيين. هذه الأراضي كانت لا تزال بيد الشعوب الوثنية، لكن الرب وعد بأنه سيطردهم أمام بني إسرائيل شيئًا فشيئًا.

ثم قال الرب: **”اقسم هذه الأرض قرعةً لإسرائيل ميراثًا، كما أوصيتك.”** وكان يشوع يعلم أن هذه الأرض هي الموعد الذي قطعه الرب لآبائهم إبراهيم وإسحاق ويعقوب. فامتثل يشوع لأمر الرب، وبدأ في تقسيم الأرض بين الأسباط.

أولًا، أعطى يشوع الأرض التي كان قد استولى عليها موسى عبد الرب من شرقي الأردن — أرض باشان وجلعاد — لسبط رأوبين وجاد ونصف سبط منسى. هؤلاء كانوا قد طلبوا هذه الأرض لأنها كانت صالحة لمواشيهم الكثيرة، فوافق موسى بشرط أن يعبروا الأردن ويحاربوا مع إخوتهم حتى يستريح الجميع.

وكانت حدودهم تمتد من عروعير على ضفة وادي أرنون، وكل هضبة ميدبا، وديبون، وبعض مدن العمونيين القديمة. في الشمال، كانت أرض باشان، التي حكمها الملك العظيم عوج، الذي كان سريره من حديد طوله تسعة أذرع. لكن الرب أعطى موسى النصر عليه، فصارت هذه الأرض ميراثًا لنصف سبط منسى.

أما سبط لاوي، فلم يُعطَ أرضًا كباقي الأسباط، لأن الرب نفسه كان ميراثهم. فقد اختارهم الرب لخدمة الهيكل والذبائح، فأعطاهم مدنًا لسكناهم مع مراعٍ لمواشيهم، منتشرة بين جميع الأسباط.

وهكذا، أطاع يشوع أمر الرب، وبدأ في تقسيم الأرض غربي الأردن لباقي الأسباط التسعة ونصف. لكنه تذكر أن هناك شعوبًا لم تُطرد بعد، مثل الفلسطينيين والكنعانيين، الذين سيتطلب طردهم إيمانًا عظيمًا من الشعب.

وفي النهاية، وقف يشوع أمام الشعب وقال: **”لا تخافوا! الرب إلهكم هو الذي يحارب عنكم. فقط اثبتوا في وصاياه، ولا ترتبطوا بهذه الشعوب الوثنية، لئلا تصيروا فخًا لكم.”**

وهكذا، بدأت مرحلة جديدة في حياة بني إسرائيل، حيث صار لكل سبط ميراثه، لكن المسيرة لم تكن قد انتهت بعد. كان لا بد من الإيمان والشجاعة لاستكمال ما وعد به الرب.

LEAVE A RESPONSE

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *