**قصة مزمور ١٣٨: تسبحة القلب الممتلئ بالشكر**
في مدينة قديمة تطل على نهر عظيم، عاش رجل تقي اسمه **ألياقيم**. كان رجلاً محبوباً بين الناس، ليس لحكمته فحسب، بل لتسبيحه الدائم للرب. كل صباح، وقبل أن تلمس أشعة الشمس ذروة الأفق، كان يخرج إلى شرفة بيته المطلة على النهر، يرفع يديه نحو السماء ويبدأ في تسبيح الله بكل قلبه.
ذات يوم، بينما كان ألياقيم يقرأ من التوراة، وقعت عيناه على **المزمور ١٣٨**، فانشرح قلبه وتدفقت روحه بالفرح. قرأ الكلمات:
> **”أَحْمَدُكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي. أُرَنِّمُ لَكَ قُدَّامَ الْمَلاَئِكَةِ. أَسْجُدُ نَحْوَ هَيْكَلِ قُدْسِكَ وَأَحْمَدُ اسْمَكَ عَلَى رَحْمَتِكَ وَحَقِّكَ، لأَنَّكَ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ.”**
فهمس في نفسه: “حقاً، إن الله أمين! لقد استجاب لصلواتي في الأوقات الصعبة، ولم يتركني أبداً.”
### **الامتحان الكبير**
لكن لم يمضِ وقت طويل حتى ابتُلي ألياقيم بامتحان عظيم. جاءت أنباء بأن جيشاً غازياً يتقدم نحو المدينة، وأصاب الذعر قلوب السكان. تجمع الناس في الساحة، يصرخون بالخوف، بينما وقف حكام المدينة يتشاورون في حيرة. لكن ألياقيم، بدلاً من أن يستسلم للخوف، تذكر كلمات المزمور:
> **”إِذَا سِرْتُ فِي وَسَطِ الضِّيقِ تُحْيِينِي. تَمُدُّ يَدَكَ عَلَى غَضَبِ أَعْدَائِي، وَيُخَلِّصُنِي يَمِينُكَ.”**
فصعد إلى أعلى مكان في المدينة، ورفع صوته بتسبيح عالٍ: “يا رب، أنت قوتي وملجئي! لا تخزيني في يوم الضيق!”
### **المعجزة التي أذهلت الجميع**
وفي اليوم التالي، بينما كان الجيش الغازي على مشارف المدينة، حدث شيء لم يتوقعه أحد. هبت عاصفة رعدية عنيفة، جعلت الأرض ترتجف، والسيوف تسقط من أيدي الجنود، والخيول تفر هاربة في كل اتجاه. وبحلول المساء، تلاشت جحافل الأعداء كما يختفي الضباب عند شروق الشمس.
عندها خرّ ألياقيم على وجهه في الهيكل، باكياً من الفرح، وقال: **”يا رب، لقد سمعت كلماتي! سوف يتمجد اسمك إلى الأبد، لأنك لا تترك أعمال محبتك.”**
### **تسبحة الختام**
ومنذ ذلك اليوم، أصبح ألياقيم يُعلّم الناس قائلاً: **”لا تنتظروا حتى تزول الضيقة لكي تسبحوا الرب، بل سبحوه في وسطها، لأنه هو الذي يحييكم وينجز وعده!”**
وهكذا، عاش ألياقيم وأهل المدينة في سلام، وكلما مرت بهم أيام صعبة، رددوا مع المزمور:
> **”الرَّبُّ يُكْمِلُ مَا لأَجْلِي. يَا رَبُّ، رَحْمَتُكَ إِلَى الدَّهْرِ. لاَ تَتْرُكْ أَعْمَالَ يَدَيْكَ.”**
فكانت تسبحتهم تعلو، وتصل إلى عرش النعمة، حيث الله يسمع وينقذ.