1. دخول يسوع إلى أورشليم وحدث الهيكل 2. قصة الجحش وشجرة التين في إنجيل مرقس 11 3. يسوع في الهيكل ولعنة شجرة التين 4. مجيء المسيح إلى أورشليم وأحداث الهيكل 5. قصة دخول يسوع أورشليم وإصلاح الهيكل
**القصة التفصيلية لمرقس 11**
في ذلك الوقت، اقترب يسوع من أورشليم مع تلاميذه، وكانت قلوبهم ممتلئة بالترقب والرهبة. كان الجو مشحونًا بالروحانيات، وكأن السماء نفسها تترقب ما سيحدث. وصلوا إلى بيت فاجي وبيت عنيا، عند جبل الزيتون، فأرسل يسوع اثنين من تلاميذه قائلًا: “اذهبا إلى القرية التي أمامكما، وحالما تدخلانها ستجدان جحشًا مربوطًا لم يجلس عليه أحد من الناس. فحلاه وأتياني به. وإن سألكما أحد: لماذا تفعلان هذا؟ فقولا: الرب محتاج إليه، وسيردده إليكما حالًا.”
فمضى التلميذان ووجدا الجحش مربوطًا عند الباب خارجًا على الطريق، فحلاه. فقال لهما بعض الحاضرين: “ماذا تفعلان بحل الجحش؟” فأجابا كما أوصاهما يسوع: “الرب محتاج إليه.” فتركوهما يذهبان به.
أحضروا الجحش إلى يسوع، ووضعوا عليه ثيابهم، فجلس عليه. وكان الجمع الكثير يفرشون ثيابهم على الطريق، وآخرون قطعوا أغصانًا من الشجر وفرشوها أمامه. والذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يهتفون: “أوصنا! مبارك الآتي باسم الرب! مباركة مملكة أبينا داود الآتية باسم الرب! أوصنا في الأعالي!”
دخل يسوع أورشليم وسط هذا التمجيد العظيم، وكأن المدينة كلها ارتجت لقدوم الملك. لكنه لم يكن ملكًا عسكريًا كالذي ينتظره اليهود، بل كان ملك السلام، راكبًا على جحش، كما تنبأ زكريا النبي.
وفي اليوم التالي، بعد خروجهم من بيت عنيا، جاع يسوع. فرأى من بعيد شجرة تين عليها ورق، فذهب إليها لعله يجد فيها ثمرًا. لكنه لم يجد سوى الأوراق، لأن الوقت لم يكن وقت التين. فقال لها: “لا يأكل أحد منك ثمرًا بعد إلى الأبد!” فسمع التلاميذ هذا الكلام.
ثم وصلوا إلى أورشليم، فدخل يسوع الهيكل وبدأ يطرد الذين يبيعون ويشترون فيه، وقلب موائد الصيارفة وكراسي باعة الحمام. ولم يدع أحدًا يجتاز الهيكل بمتاع. وقال لهم: “أليس مكتوبًا: بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم؟ أما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص!” فغضب رؤساء الكهنة والكتبة وطلبوا كيف يهلكونه، لأن الجمع كله كان منذهلًا من تعليمه.
ولما أمسى المسيح، خرج من المدينة. وفي الصباح، إذ كانوا مجتازين، رأوا شجرة التين قد يبست من الأصول. فتذكر بطرس وقال ليسوع: “يا معلم، انظر! شجرة التين التي لعنتها قد يبست!” فأجابهم يسوع: “ليكن لكم إيمان بالله. لأن الحق أقول لكم: من قال لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر، ولا يشك في قلبه، بل يؤمن أن ما يقوله سيكون، فمهما قال يكون له. لذلك أقول لكم: كل ما تطلبونه حينما تصلون، فآمنوا أن تنالوه، فيكون لكم.”
ثم أضاف: “ومتى وقفتم تصلون، فاغفروا إن كان لكم على أحد شيء، ليغفر لكم أبوكم الذي في السماوات زلاتكم. وإن لم تغفروا أنتم، فلا يغفر أبوكم الذي في السماوات زلاتكم.”
وعادوا إلى أورشليم، فبينما كان يسوع يتمشى في الهيكل، جاءه رؤساء الكهنة والكتبة والشيوخ وسألوه: “بأي سلطان تفعل هذه الأمور؟ ومن أعطاك هذا السلطان؟” فأجابهم يسوع: “وأنا أيضًا أسألكم كلمة واحدة، فأجيبوني فأقول لكم بأي سلطان أفعل هذا: معمودية يوحنا، أمن السماء كانت أم من الناس؟”
فأخذوا يفكرون في أنفسهم قائلين: “إن قلنا: من السماء، سيقول: فلماذا لم تؤمنوا به؟ وإن قلنا: من الناس، نخشى الشعب، لأن الجميع كانوا يحسبون يوحنا نبيًا حقًا.” فأجابوا يسوع: “لا نعلم.” فقال لهم: “ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا.”
وهكذا تركهم يسوع في حيرة، بينما استمر يعلم الشعب بكلمات مليئة بالحكمة والسلطان.